ارتبط الثمانيني محسن محمد، بتجارة التمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، ما أكسبه الكثير من العلاقات الاجتماعية مع أهالي وزوار منطقة نجران، وكسر بتلك المهنة العزلة التي قد تفرضها الظروف على رجل طاعن في السن مثله، ولا يفضل محسن مزاولة المهنة من خلال المحلات الفارهة التي أمنت لنظرائه في سوق التمر، حيث أنه يجد متعة في افتراش الرصيف، ومداعبة أنواع التمر بأصابعه لتنقيته من الشوائب. وأوضح العم محسن، أن مراقبي الأمانة وهيئة السياحة والآثار يجاملونه كثيرا لكبر سنه، ولإدراكهم بأنه لا يخالف الأنظمة بالبيع افتراشا من أجل كسب المال، بقدر ما هو ارتباط وثيق بالبيع بطرق تقليدية يعشقها ولا يستطيع التخلي عنها، مبينا أنه بالرغم من كل ذلك يحظى بإقبال كثير من الأهالي والزوار على منتجات التمر التي يبيعها لجودتها ونظافتها. وقال إنه سعيد جدا بالعلاقات الاجتماعية التي اكتسبها من خلال بيع وشراء التمر، وهي روابط وثيقة يفتخر بها مع كبار السن من الأهالي والسكان، الذين يتعاطفون مع شغفه الكبير بالمكان الذي يستقر فيه يوميا لبيع التمر، غير مكترث بمن حوله من أصحاب المحلات التي تتوفر فيها وسائل التكييف والوقاية من لهيب الشمس، مشيرا إلى أنه في هذا السن المتقدم لن يفارق الرصيف وسيظل يعرض أجود أنواع التمور مثل البياض والبرحي والخضير والمواكيل والرطب.