يكاد يجزم عدد من أبناء محافظة الداير بني مالك بمنطقة جازان، أن عيونهم لا تخطئ بين كل كيلومتر والآخر وجود مجموعة من المتسولين، سواء نساء أو أطفال أو رجال أو شباب، في كل المواقع تقريبا، أمام المحلات التجارية، وفي الشوارع، وبجوار محطات الوقود، وقرب المطاعم، وعند تقاطعات الطرق، وغيرها. وتحولت الظاهرة المتفشية إلى مشهد غير حضاري تذمر منه سكان الداير بشكل واضح، حتى باتوا يتساءلون فيما بينهم: أين تذهب الأموال التي يجمعها المتسولون يوميا، خصوصا أن هناك من يتعاطف مع فئة النساء والأطفال بينهم، حتى وإن كانوا يستعطفون النساء ب«عاهات مصطنعة»، والمشكلة أنه لا يوجد مكتب لمكافحة التسول لمتابعة ومراقبة هؤلاء. أين تذهب أموالهم؟ وبين يحيى علي المالكي أن ظاهرة التسول في الداير، أصبحت منتشرة بكثرة في الأسواق وعند محطات الوقود والمطاعم، مشيرا إلى أن أغلبهم من النساء والأطفال، حيث يستعطفون الناس بعاهات مصطنعة. بينما قال حسن الخالدي إن هذه الظاهرة تزايدت في الفترة الأخيرة بشكل واضح وواسع، في عدد من مراكز المحافظة، وباتت تؤرق الأهالي، وتساءل: «لا يعرف أين تهذب تلك الأموال التي تجمع من التسول؛ فكثير من هؤلاء المتسولين لهم أشهر على هذا الحال وبصفة يومية من الصباح إلى الليل، على الرغم من أن هناك توجيهات رسمية بعدم التعاون مع هؤلاء المتسولين، إلا أن من يتعاطف معهم خصوصا أن من بينهم نساء وأطفال، لذا لا بد من تدخل الجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة». عضو بلدي: لا بد من مكتب مكافحة وطالب رئيس المجلس البلدي بمحافظة الداير مفرح مسعود المالكي، بضرورة وجود مكتب لمكافحة التسول في المحافظة، للقضاء على ظاهرة التسول، خصوصا أن من يظهرون في الشوارع لممارسة التسول، هم من النساء والأطفال في الغالب الأعم. من جهته، أكد محافظ الداير بني مالك محمد بن هادي الشمراني، أن الجهات الأمنية معنية بمكافحة ظاهرة التسول في جميع محافظات المنطقة، مشيرا إلى أن ظاهرة التسول آفة اجتماعية، تتطلب تضافر جهود الجميع لمحاصرتها والقضاء عليها، حفاظا على الوجه الحضاري لبلادنا. وأوضح الشمراني أن المواطن يعد المسؤول الأول قبل الجهات الحكومية، مشيرا إلى أنه لو تفاعل للحد من هذه الظواهر، لما رأينا متسولا واحدا في الشوارع، مبينا أن الجهات الأمنية في المحافظة تبذل قصارى جهدها لمكافحة التسول بشتى أنواعه.