تذكرت هذا المثل عندما تصفحت هذه الجريدة يوم الثلاثاء 15 ذو الحجة 1436ه ورأيت أن صفحة كاملة من رأسها إلى أسفلها بعنوان كبير مع صورة كبيرة لباحث عربي، ثم قرأت مقال الأستاذ خالد السليمان في اليوم التالي بعنوان «قش في بحار اليأس»، يقول فيه: باختصار.. كان التوقيت المناسب لهذا الحوار أن يكون بعد ترخيص الجهاز وثبوت نجاحه (أكرر ثبوت نجاحه) وتسجيله من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA حتى لا يلقى مرضى السرطان المزيد من القش في بحار اليأس). انتهى. ولاسيما أن هيئة الغذاء والدواء السعودية لم تسجل الجهاز الذي يقول المخترع أنه علاج لجميع الأورام الخبيثة. تذكرت موقفا مع فضيلة الشيخ علي الطنطاوي (يرحمه الله) عندما زارني في عيادتي في مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة وبعد معاينته سألته: فضيلة الشيخ هل لنا أن نستمتع في رمضان القادم ببرنامجكم «على مائدة الإفطار»؟. أجابني قائلا: يا دكتور نحن أهل البلد. فاستعجبت من هذا الرد فقال: «زامر الحي لا يطرب»؟.. هكذا تم التعامل مع الباحث الذي يقول إنه اخترع جهازا يشفي جميع أنواع السرطان دون الحاجة للجراحة، رغم أنه عبر صفحة كاملة لم يتم ذكر مراجع علمية نشر فيها خبر هذا الاختراع الذي لم يحز على ترخيص لا من وزارة الصحة السعودية ولا من غيرها ولا من هيئة الغذاء والدواء السعودية ولا الأمريكية. بينما نجد باحثا سعوديا مثل المبتعث حسام الزواوي الذي أنجز بحثا علميا حاز على اعترافات من قبل جامعة كوينزلاند الأسترالية ونشرت له لوحات على الطرق السريعة في ولايات أسترالية بصورة كبيرة وكتب فيها «حسام يصنع التغيير». وحاز على جائزة مهمة هي جائزة رولكس العالمية إضافة إلى أن مجلة التايمز الأمريكية العالمية نشرت عن إنجازه صفحة كاملة.. لا يحظى من صحافتنا بما يستحق من اهتمام. ومنها «عكاظ» التي اكتفت بنشر ثلث صفحة عنه، لماذا؟ لأن زامر الحي لا يطرب. وأختم بقول القاضي عبدالوهاب البغدادي لقومه: كم حكمة لي فيكم لو رميت بها، لقعر بحر لجاءتني جواهره، لا عيب لي غير أني في دياري، وزامر الحي لا تطرب مزامره.. للتواصل ((فاكس 6721108))