عندما تحضر السيول في قرى الكدمي (30 كلم شرق محافظة صبيا) مع مخاطرها، تغيب بشكل فوري الخدمات عن سكان هذه القرى، حيث يعيش سكان تلك القرى هاجسا مستمرا كلما تلبدت السحب بالغيوم مبشرة بهطول المطر؛ فالقرى عاشت في فترات ماضية تجارب صعبة مع جريان السيول، الذي أدى إلى عزل هذه القرى عن المحافظة، وتحدث العديد من المشاهد التي تدهش من يراها، مثل حماية مدرسة بنات بسد ترابي، وغيرها. يرى يحيى أبو طالب أنه كلما هطلت الأمطار، يندفع السيل باتجاه قرى الكدمي؛ بسبب انفجار أحد العقوم الزراعية شمال القرية، مشيرا إلى أن السبب في ذلك عدم وجود حواجز أو مصدات للسيول. وقال: «نطالب الجهات المختصة بضرورة الإسراع في إنشاء هذه المصدات، التي تحمي القرى من هجمات السيول». وأضاف ناصر الذروي أن السيل الذي يتدفق بعد هطول الأمطار، يتفرع في أكثر من جهة، وبالتالي تكون خطورته أقل، لكنه استدرك قائلا: «مع قوة دفع السيول، يمكن أن تُعزل قرى الكدمي والحسينية عن المحافظات والقرى المجاورة، والوضع لايختلف كثيرا في قرى الوجيه والهيجة شمال شرق محافظة صبيا، حينما تحضر مخاطر السيول وتغيب الخدمات». وبمرارة وأسى، تحدث كل من جمعان ضايم النجعي وعلي النجعي، عن افتقار القرى إلى خدماتها الأساسية من سفلتة وإنارة ونظافة وتقوية لشبكة الاتصالات. ويشكل انفجار الأودية المحيطة بالقرية، لا سيما مع جريان السيول، خطرا محدقا بحياة الأهالي ومصدر رزقهم، من مزارع وأغنام وممتلكات. وأضافا: «وخوفا على حياة بناتنا الطالبات، بادر الأهالي لإنشاء عقم (سد ترابي) لحماية مدرسة البنات، لكنه غير كاف، وقد يشكل خطرا على حياة الطالبات لا قدر الله، خصوصا إذا كان السيل قويا وشديدا، والحل في تحرك الجهات المختصة بمركز الكدمي، من أجل دراسة إنشاء مصدات قوية لحماية القرية»، وزادا: «كما أن تجمع مياه الأمطار وتشكل المستنقعات، يتسبب في إعاقة حركة الأهالي والطلاب والسيارات، وزاد الطين بلة تراكم النفايات وغياب النظافة عن القرية؛ ما قد يشكل بيئة خصبة للأمراض والأوبئة المعدية».