افتقار الخدمات وتهالك البنية التحتية ونقص التنمية وتعثر المشاريع جميعها اجتمعت في قرى وادي حمر بآل تليد التابعة لمركز دفا بمحافظة الداير، حيث يؤكد الأهالي الذين يتعدى عددهم 3 آلاف نسمة أن معاناتهم عمرها 30 عاما، فيما لا تتوفر أبسط مقومات الحياة، ولم تنل هذه القرى نصيبها من الخدمات أسوة بقرى المحافظة رغم ما يشكله موقعها من أهمية كبيرة. وأشار الأهالي إلى أن أصواتهم بحت مناشدين الجهات المعنية بإيصال الخدمات للقرى إلا أن الوعود بالتنفيذ مازالت حبرا على ورق -على حد قولهم-، ويقول المواطن سعيد بن حبشان التليدي: معاناة كبيرة يعيشها الأهالي نتيجة عدم توفر العديد من الخدمات الصحية والبلدية وكذلك حرمانهم من الكهرباء، وبين أن وادي حمر منطقة مكتظة بالسكان ويفتقر لكافة الخدمات إضافة لحاجة الأهالي لمدارس للبنات حيث لا يتوفر بالوادي سوى مدرسة ابتدائية ومتوسطة واحدة للبنات كما قال بأن مع شروق الشمس تجد حركة السير في الوادي متقطعة بين تارة وأخرى وفي الليل يعم المكان ظلام دامس فلا تشاهد إلا بعض الفوانيس والقناديل الصغيرة التي تضيء المنازل. وذكر أنه لا يوجد في الوادي سوى طريق زراعي لايزال العمل جاريا فيه ولا يفي بالغرض وهو بحاجة لجسور وعبارات لوقوعه بين عدة أودية عميقة وكبيرة، وأشار إلى أن الأهالي بحاجة كبيرة لشبكة مياه بعد أن تبين عدم وجود آبار قادرة على توفير المياه للأهالي إضافة إلى أهمية إيصال الكهرباء وكافة الخدمات لكي لا يتواصل مسلسل هجر الأهالي لقراهم وتظل تلك القرى بعد هجرتهم مأوى للمتسللين. في المقابل ناشد طلال وأهالي وادي حمر الجهات المعنية، لإنهاء معاناتهم من افتقار وادي حمر ووادي تشويه ومركز السلف بآل تليد من الخدمات الأساسية، وقال صالح جلهم التليدي: إن منطقتنا (وادي حمر ووادي تشويه ومركز السلف بآل تليد) محرومة من الخدمات الحياتية الضرورية، حيث لا يوجد سوى مدرسة للبنات ومجمع مدارس للابتدائية والمتوسطة والثانوية للبنين، ونعتبرها الجامعة بالنسبة لنا، والسبب أن أبناءنا وبناتنا يتركون الدراسة في سن مبكرة لعدم توفر الإمكانيات عند الأسر لتأمين ما يحتاجه أبناؤهم لمواصلة الدراسة خارج وادي حمر فإذا تخرج الطالب من الصف الثالث الثانوي اعتبر نفسه أنهى رحلته التعليمية. كما يعد مصدر المياه الوحيد بئر تم حفرها بمعرفة وزارة المياه والكهرباء، وعليها مولد لسحب الماء وتغذية الصهاريج، لكنها سرعان ما تحتاج إلى صيانة هذا ما يؤكده شيخ قبيلة آل غليس من آل تليد طالع حبشان التليدي مشيرا إلى أن القرية تعاني من عدم انتظام تدفق المياه من تلك البئر وأن الحاجة قائمة لحفر آبار أخرى. وأضاف آل تليد: تمتد المعاناة لتشمل الصحة فليس هناك مركز للعلاج، وأقرب مركز صحي يبعد 40 كيلو مترا، إذ إن الوقت المستغرق للوصول إليه يتعدى الساعة، وتعاني القرية من عدم وجود مدارس سوى مدرسة وحيدة للبنين والبنات، ومعظمهم لا يواصل الدراسة والبعض الآخر يتم إرسالهم إلى مدارس بعيدة عن بيوتهم فيضطرون إلى ترك الدراسة. أما المواطن محمد عاصي التليدي فيوضح أن الخدمات الصحية في وادي حمر معدومة وكانت الجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى قد قامت في وقت سابق بتوفير سيارة متنقلة لتقديم خدمة رعاية المرضى لأهالي وادي حمر في بلاد آل تليد وفتح مركز صحي عبارة عن غرفة وحيدة سقفها من الهنقر الحديدي بعد أن تقاعست وزارة الصحة عن القيام بدورها الواجب عليها على الرغم من المطالبات المستمرة لأهالي الوادي منذ 33 سنة (ثلث قرن) ولكن مطالباتهم مازالت حبيسة أدراج المسؤولين، ولكن الفرحة لم تكتمل حين اقفل المركز وعدنا لمعاناتنا السابقة. وأوضح مدير مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة الداير سلمان جابر المالكي ل«عكاظ» إن مندوبية الدعوة بوادي حمر بآل تليد مقفلة وهو في طور تحويلها لمكتب تعاوني، وبين أن المركز أقام العديد من الأنشطة الدعوية والمخيمات الصيفية والدورات الشرعية في قرى تشويه والسلف وحمر رغم العوائق العديدة من عدم توفر كهرباء واتصالات في تلك المناطق.