طالب متخصصون في الطب النفسي، بوضع معايير تحفظ حقوق المريض ورفع سقف الوعي في تعامل البيئة المحيطة به، ومحاولة إلغاء وصمة العار التي تلاحق الراغبين في العلاج النفسي. وأكدوا أن شعار «الكرامة في الصحة العقلية» الذي يتصدر احتفالات العالم اليوم بالصحة النفسية 2015، يجب أن يجد العناية من الجميع، خاصة الأسر التي يتركز عليها دور مهم في عدم الانسياق وراء الاستشاريين النفسيين غير المؤهلين والتوجه إلى المستشفيات النفسية المتخصصة لضمان تلقي رعاية نفسية وفق معايير خدمات نفسية واجتماعية عالية الجودة. الحفاظ على الكرامة وأوضح مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور نواف الحارثي أهمية تعديل كافة سبل حفظ كرامة المريض النفسي وهذا ما نسعى إليه كخبراء في الصحة النفسية إذ إن حفظ حقوق المريض ورفع سقف الوعي في تعامل البيئة المحيطة مع المريض يعد من أهم سبل تقديم الخدمة والرعاية للمريض وبعد ذلك فإن تطور خدمات الصحة النفسية بات ملموسا ممن يعانون من اضطرابات نفسية. وطالب الخبراء النفسيون وكافة العاملين في قطاع الصحة النفسية بالاطلاع الدائم والمستمر على كل ما من شأنه حفظ كرامة المريض النفسي وتقديم المبادرات والأفكار الإيجابية للتنافس في طرح خدمات نفسية واجتماعية تحفظ حقوق المريض النفسي وتدعمه عبر أوجه العلاج الحديثة. احذروا الاستغلال والتجارة وأوضحت أستاذ علم النفس المساعد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتورة أروى حسني عرب أن الإنسان يتعرض في حياته إلى عقبات وصعوبات قد يتخطاها أحيانا، وقد يجد صعوبة في أحيان أخرى على تجاوزها بمفرده، لذلك يحتاج لشخص مختص يعينه على تخطي هذه المحنة. وتتابع: كان المجتمع العربي لا يؤمن بالعلاج النفسي وأهميته، ولكن ولله الحمد هناك تطور سريع وأصبح مستوى الوعي أفضل بكثير في هذا الجانب وأصبح هناك إقبال على الأخصائيين والأطباء النفسيين؛ ولكن نحتاج لوقفة في هذا الجانب حيث أصبحت هناك تجارة واستغلال للمهنة من بعض الأشخاص غير المختصين. وأضافت: يجب أن تكون هناك توعية بهذا الخصوص، والتأكد من أن الأخصائي متخصص ومؤهل في هذا المجال، ومعرفة حقوق المسترشد والمتعالج، كما نوهت على أهمية دور مراكز العلاج النفسي وأهل الاختصاص في توعية المجتمع بأهمية العلاج النفسي والمساهمة في الحد من ظاهرة الوصمة من العلاج النفسي. وأكدت المستشارة الأسرية نوال عثمان الزهراني، أن مفهوم الصحة النفسية لايزال غائبا عن وعي المجتمع فالاعتلال النفسي أو العقلي تتناثر أوراق مفاهيمه على أرصفة الإهمال وتتطاير مشاعر المجتمع ناحيته بالخزي ووصمة العار، وقالت: الصحة النفسية تعتمد على حالة من التوازن بين نفس وعقل وجسد فتمكن الإنسان من التوافق والإنتاجية، وإدراك هذا يساهم بشكل بناء في رفع سقف الوعي المجتمعي ناحية المرض النفسي والعقلي مما يتيح تعزيز درجة من التكيف والعلاج واتخاذ إجراءات إنمائية وقائية لتهيئة جو من الأمان النفسي يعتمد على أنماط حياة سلوكية معرفية إيجابية. وأضافت: مع تزايد تحديات الحياة الاجتماعية والاقتصادية تظهر الحاجة الماسة للتوعية بعملية الدعم النفسي وإيجاد ثقافة طلب المساندة النفسية وهي حتما مضادة لثقافة الوصمة وهذا يساهم بشكل فعال وحيوي في تحسين الصورة الذهنية للعلاج والدعم النفسي. وأشارت إلى أن اليوم العالمي للصحة النفسية من كل عام يعتبر فرصة سانحة للمتخصصين للتوعية ونشر ثقافة الصحة النفسية وتزويد المجتمع بالمعرفة المتخصصة في عالم الاضطراب النفسي والعقلي، والذي يأتي هذا العام تحت عنوان (الكرامة في الصحة العقلية) ويسلط الضوء على حقوق المريض وطرق تعاطي المجتمع مع حالته والتعايش معه، مما يعني أن كرامة الإنسان طريقة للعلاج.