عادت الحياة إلى شارع المصرف الذي تعرض إلى اقتحام مسلح من قبل أحد الجناة بمدينة جازان. ورصدت «عكاظ» في جولتها على المصرف عودة انسيابية حركة المرور في الطرق التي تم إغلاقها من قبل الجهات الأمنية أثناء عملية القبض على المطلوب، فيما عادت الحياة للجهات الخاصة والعامة المجاورة للمصرف بعد توقف خلال اليومين الماضيين. إلى ذلك استنكر عدد من السكان المجاورين للمصرف عملية السطو والتي وصفوها بالغريبة على مجتمعنا، مشيدين بقدرات رجال الأمن بسرعة القبض على الجاني دون أن يلحقهم ضرر. وسرد عبدالعزيز أحمد ما شاهده في الحظات الأولى من دخول المسلح، من نافذة منزله التي تطل على المصرف، مشيرا إلى أنه بعد سماعه إطلاق الأعيرة النارية، لاحظ تدافع المراجعين والموظفين للخروج من بوابة المصرف ومحاصرة القوات الأمنية للمقتحم حتى القبض عليه. فيما أكد خان عمر باكستاني الجنسية، أنه قام بفتح محله بعد إغلاقه نتيجة الهجوم المسلح، مشيدا بقدرات رجل الأمن الذي يتمتع بقدرات عالية في التعامل مع الأحداث التي تهدد سلامة العامة. وأبدى مدير بنك محلي ببريدة، خشيتهم من تكرار الحادثة لأسباب عديدة، منها عدم وجود أعداد كافية من الأمن داخل وخارج البنوك، بجانب افتقادهم للتأهيل حيث أكثر من 70% منهم كبار في السن، وكذلك عدم وجود تدريب خاص أو تأهيل لمواجهات مثل هذه الحالات، وما حدث في جيزان يعلق الجرس نحو ضرورة التركيز على إيجاد آلية آمنة نحو حماية البنوك والمصارف وكافة الأجهزة الحكومية والأهلية من خلال وجود حراسات مؤهلة. وقال سليمان حمد وإبراهيم العلي (أمن صناعي): «لايوجد لدى الشركة التي ننتمي إليها برامج تدريبية مخصصة في مجال الأمن والسلامة، كما لا يسمح لنا بحمل أجهزة حماية من سلاح وخلافه، وهناك قلة في عدد المكلفين بحماية البنك أو المصرف، وهذا يدلل على أن الوظيفة مجرد سد فراغ وليست منظومة أمنية آمنة لحماية المؤسسات الحكومية والأهلية والشركات التي تعمل في الأمن الصناعي، مما يحتم الالتفات لها وإلزام الشركات ببرامج تدريب وتأهيل للأفراد مع ضرورة وجود أجهزة حماية للتصدي لمثيري الفوضى ومن شابههم. من جانبه، أوضح المهندس مؤيد شقرون، أنه لا يمكن الاعتماد على حراس الأمن في حماية البنوك لعدة أسباب منها عدم تأهيلهم بدنيا وفكريا، بالإضافة لعدم معرفتهم بدورهم الحقيقي في حماية البنوك والمنشآت الكبيرة، لاعتقادهم أن وجودهم مجرد روتين وغالبيتهم لايرغب بالاستمرار في الوظيفة بسبب الرواتب المتدنية وعدم شعورهم بالأمان الوظيفي، كما أنهم غير مؤهلين على حمل السلاح الذي يشكل خطورة لافتقادهم للتدريب على التعامل معه مما يجعله مصدرا غير آمن على حراس الأمن والعاملين، نظرا لأن موظفي البنوك غير محميين بسبب أن منطقة النقد والصرافين بدون زجاج عازل ومضاد للرصاص، وهنا لابد من التقنين في عملية توظيف حراس الأمن والتركيز على البنية الجسمانية وتدريبهم وتثقيفهم بإشراف من وزارة الداخلية. وأبان ناصر الغامدي، أن رجال الأمن الصناعي بالبنوك يحتاجون لتدريب وتثقيف على كيفية التعامل سواء داخل الصالات وخارجها، خاصة أثناء بدء الدوام الذي يشهد دخول العملاء وكيفية التعامل معهم وتنظيمهم. وأكد ناصر عازب على وجوب تأهيل رجل الأمن الصناعي واستقطاب المتقاعدين العسكريين والاستفادة من خبراتهم وقدراتهم العسكرية السابقة في مجال الحمايات الأمنية بالبنوك، وطالب محمد ناصر بضرورة وجود حارسات أمن للأقسام النسوية.