توقع مثقفون سعوديون وعرب أن تذهب جائزة نوبل للآداب (تعلن اليومين المقبلين) للشاعر العربي أدونيس أو الروائي الفرنكفوني أمين معلوف أو الكيني نغوغي واثينغو أو الياباني موراكامي. إلى ذلك، يؤكد الناقد والأكاديمي الدكتور سعد البازعي أن محمود درويش لو كان حيا لكان أولى بها، ولكنه يوضح أن تجربة الروائي عبدالرحمن منيف تستحق نوبل دون نزاع، ويرى أن أدونيس أوفر حضورا خصوصا من خلال ترجمة أشعاره من سعدي يوسف برغم أهمية تجربة الأخير، ويرجح أن تذهب للكيني نغوغي واثينغوا لتعدد اهتماماته الثقافية ونشاطه الإنساني، لافتا إلى أن نوبل تفاجئنا في كل عام بأسماء غير متوقعة. أما الشاعر علي الدميني فيذهب إلى ما ذهب إليه البازعي أن محمود درويش لو كان حيا لرشحه، ولكنه الآن يرشح صادق جلال العظم، وعالميا نعوم تشومسكي. وتمنى الروائي عمرو العامري أن تذهب للهندية انيتا ديساي، فيما رشح الإعلامي نصر المجالي الروائية أحلام مستغانمي، المناضلة بالحرف والكلمة منذ 40 عاما، صاحبة الروايات والدواوين الشعرية الباهرة. من جهته، أمل القاص والناقد علي المجنوني أن يحوز الجائزة الكاتب الكيني نغويي وا تيونغو لإعجابه بنتاجه الإبداعي والفكري، وتقديرا لدوره في إعادة تعريف الأدب والثقافة، وتأثيره الواسع على أدب ما بعد الاستعمار في النصف الثاني من القرن المنصرم، لكونه كتب في شتى الأجناس في المسرح والشعر والرواية والنقد، وكان مؤثرا بفضل بيانه وفصاحة منطقه، وأسهم مع مجموعة من الكتاب الأفارقة. ويرى المجنوني أن وا تيونغو يتميز بتركيزه في خطابه، إبداعا ونقدا، على اللغة والأدب والتعليم والثقافة، باعتبارها مفاصل الهيمنة الإمبريالية وآلتها النافذة في سبيل امتصاص ثروات البلدان، ولاقى عناء كبيرا في حياته لقاء شجاعته في تناول ما لا تريده السلطات في كينيا ما بعد الاستعمار، ما اضطرها إلى سجنه وتعذيبه. ولفت المجنوني إلى أن أفكار وا تيونغو الراديكالية في التعبير عن رؤيته للأدب وللعالم معلنة ومنها توقفه عن الكتابة باللغة الإنجليزية باعتبارها لغة المستعمر، وإعادة للثقة في اللغة الأصلية التي يتحدث بها قسم كبير من سكان كينيا، وهي الجيكويو، واتخذ هذا القرار في السجن، فكان أن كتب بها روايته (الشيطان على الصليب) التي كتبت بلغة الجيكويو على ورق الحمام بعد عدة روايات ومسرحيات كتبها بالإنجليزية، وأضاف المجنوني توجه وا تيونغو بأعماله إذن إلى العمال والفلاحين البسطاء، وجعل منهم ممثلين في مسرحياته التي مثلت في الهواء الطلق، وكتب بلغتهم على رغم أنهم في تلك الفترة أميون - والأمية بهذا المفهوم منتج غربي - لا يستطيعون قراءتها، إلا أن كثيرا منهم امتلك الرواية، لأنها تعني له شيئا خاصا يحمل هويته ورؤيته للعالم.