استعادت المشاعر المقدسة أمس هدوءها بعدما اغتسلت كعادتها كل عام بتكبيرات ودعاء ضيوف الرحمن، الذين استقروا فيها لستة أيام في موسم حج هذا العام. ولم تشهد «عكاظ» أمس سوى رجال النظافة الذين طافوا كل مكان من أجل التنظيف، فيما مسؤولو شركات حجاج الداخل ومؤسسات الطوافة يعملون على لم أغراضهم استعدادا للرحيل. وهيأت أمانة العاصمة المقدسة لأغراض نظافة المشاعر (131) مخزنا أرضيا، و(1100) صندوق كهربائي ضاغط للنفايات، و(6500) عامل نظافة للعمل في منطقة المشاعر المقدسة على مدار (24) ساعة بنظام الورديات مجهزين بكامل المعدات اللازمة القلابات والضواغط والبوبكات وغيرها، بالإضافة إلى تواجد مكاتب مؤسسات الطوافة وآليات ومعدات البلديات التي بدأت في إعادة تنظيف وترتيب المشاعر المقدسة وإعادتها إلى وضعها الطبيعي بعد أداء الحجيج مناسك الحج. «عكاظ» جالت ميدانيا في أرجاء المشاعر المقدسة وتوقفت في كل مشعر في أجواء خيمت عليها الهدوء ورصدت بالقلم والكاميرا واقع الحال ميدانيا عائدة بذاكرتها إلى الوراء في منظر يروي قصة حاج هنا وآخر هناك، ناهيك عن المواقف الإنسانية التي قدمتها أيدي رجال الأمن التي ترصعت في أرجاء المشاعر المقدسة. ووسط الهدوء الذي خيم على أرجاء المشاعر المقدسة تساقطت دموع الحجيج وهم يودعون مكةالمكرمة بعد أن قضوا فيها أجمل الأيام التي وصفوها بالروحانية والإيمانية وأيدي رجال الأمن تحفهم بالأمان والمساعدات وتعابير وجوههم تقول لا نقوى على فراق مكةالمكرمة والمسجد الحرام. وعبر عدد من الحجيج المغادرين بكلمات مزجت بين الحزن والفرح بأداء مناسك الحج وفراق مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وما بين توديعها والانطلاق إلى بلدانهم والعودة لذويهم وأقاربهم بعد أن مزجت مشاعر الفرح والحزن وهم يودعون أطهر البقاع، مبينين «عشنا أجمل الأيام واللحظات الإيمانية التي لا يمكن للذاكرة أن تمحوها». فيما بدأت الفرق الميدانية للأمانة بجولاتها ونقل المخلفات لتعود إلى وضعها السابق في انتظار استقبال الحجاج العام القادم. في المقابل، أكد العقيد طلعت منصوري مدير مرور العاصمة المقدسة أن إدارته بدأت في تنفيذ الخطة المرورية التي تتمثل في متابعة مغادرة الحجاج وانتقالهم إلى المدينةالمنورة أو مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، مشيرا إلى أن هذه المرحلة تستمر إلى منتصف محرم المقبل، حيث انتشرت فرق ودوريات المرور في كافة الطرق والميادين بمكةالمكرمة لتأمين سلامة الحجاج.