وصفت أمين عام منظمة المرأة العربية السفيرة ميرفت التلاوي، موقف الدول العربية تجاه أزمة اللاجئين السوريين ب «الإيجابي». وقالت ل «عكاظ» إن المملكة من أوائل الدول التي مدت يد المساعدة للاجئين ، ودعمت المؤتمرات الدولية الثلاثة التي استضافتها الكويت بأكثر من 18 مليون دولار، معربة عن أسفها أن الإعلام الغربي يحاول التقليل من دور الدول العربية في التعامل مع هذه الأزمة. وأعربت التلاوي عن شكوكها إزاء الموقف الدولي من سوريا، وقالت: «هناك حالة إفراغ ديموغرافي للسكان الأصليين في سوريا، وتساءلت عمن سيكون البديل للشعب السوري في هذه الأرض؟». وأكدت أن مشكلة اللاجئين في الوطن العربى ليست السوريين فحسب، لكنها تشعبت لتكون مشكلة لاجئين سوريين وعراقيين ويمنيين وليبيين، داعية ألا يتم نسيان الفلسطينيين، الذين كانوا في مخيم اليرموك وأجبروا على الخروج. وأفادت أن وفد منظمة المرأة العربية زار عددا من مخيمات للاجئين في الأردن ولبنان والعراق ومصر لرصد أوضاعهم، وتوثيق أبعاد المأساة الإنسانية التي يعانون منها جراء النزاعات المسلحة والإرهاب، ومعرفة وضع اللاجئات والنازحات، خاصة أن المجتمع الدولي اهتم بالناحية السياسية والعسكرية، وأغفل الوضع الإنسانى للاجئات والأطفال. وقالت إن هذا الرصد هدف إلى نقل رسالة مفادها أن المعالجة السياسية والعسكرية لأزمات المنطقة يجب أن تترافق معها معالجة إنسانية تعنى بالاحتياجات اليومية والمعيشية لملايين اللاجئين واللاجئات. وأضافت أن نتائج الجولة انتهت إلى الدعوة لإقامة مشروعات لمساندة اللاجئات وتلبية احتياجاتهن الإنسانية، بالتشاور مع الجامعة العربية لتفعيل هذه المخرجات، وتعزيز الدعم العربي والدولي المقدم للاجئين. ولفتت التلاوي إلى أن النازحة تعاني من مشكلات إضافية كونها امرأة، منها تزايد أعداد المرأة المعيلة، زواج القاصرات الذي بات تجارة بشرية، في ظل ضيق العيش وعدم القدرة على الالتحاق بالتعليم، وعدم وجود فرص عمل للأب أو العائل، واستغلال المرأة في سوق العمل، حيث تضطر إلى قبول العمل بأجور متدنية. وحذرت من أن تشرد الأطفال وعدم التحاقهم بالمراحل الدراسية يعد من أكبر المشاكل التي ستواجه المجتمع الدولي مستقبلا، وليس النازحين واللاجئين فقط. واعتبرت أن هناك متطلبات أساسية لمواجهة أزمة اللاجئين تتمثل في التركيز على الاهتمام بإيجاد حل سياسي للأزمة باعتبار أن تسوية الصراع تمثل الأساس لإعادة اللاجئين إلى ديارهم. ودعت إلى ضرورة إنشاء مناطق أمنة للاجئين تحميها الأممالمتحدة والدول المعنية. وشددت على الاهتمام بالتعليم والتركيز على إنشاء المدارس والفصول بالمخيمات وأماكن تمركز اللاجئين حتى لا يكون الجيل القادم من الشباب العرب غذاء لتنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية.