أيد علماء ومثقفون تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بمنع المملكة تسييس الحج، مبدين سعادتهم بتشديد سمو ولي العهد على رفض المملكة القاطع لأي مظهر من مظاهر التشويش على الحاج ومنها قيام بعض الموتورين بتنظيم مسيرات أو رفع شعارات سياسية خلال مناسك الحج مؤكدين ل «عكاظ» أن الواجب هو شكر الله تعالى على نعمته وأمنه وتثمين دور المملكة من خلال ما تتيحه للمسلمين من كل أقطار الأرض من فرصة أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بيسر وطمأنينة وأمن. لافتين إلى أن الحج عبادة دينية مقدسة لا تحتمل ولا تقبل التسييس ولا أي مظهر أو شعار يتنافى مع مفهوم الوحدة الإسلامية والتضامن العربي اللذين ترعاهما المملكة منذ تأسيسها وتحرص بكل ما تبذله وتجنده لخدمة الحجيج. رئيس جامعة الأزهر الأسبق الدكتور أحمد عمر هاشم يؤكد أن قيام بعض الحجاج برفع شعارات سياسية خلال الحج يعد من قبيل إفساد الفريضة، ووصفها بمحاولات يائسة من البعض لتسييس الحج لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية التي فرضها الله سبحانه وتعالى، مؤيدا توجه المملكة لمنع هذا التسييس كونه محرما وقد يتسبب في تعطيل الفريضة، موضحا أن للمملكة الحق في اتخاذ إجراءات حاسمة وحازمة تمنع أي تطاول أو تجاوز أو انحراف بهذه العبادة عن مسارها الشرعي الطبيعي المعروف منذ الأزل. وأضاف هاشم أن العقلاء من العلماء والمثقفين والمنصفين من كل أقطار الأرض يقفون مع المملكة صفا واحدا في وجه كل من يريد إخراج هذه العبادة والشعيرة عن مقاصدها الشرعية متمثلة في توحيد الله والإخلاص له وذكر اسمه في أيام معلومات وشهود منافع من بيع وشراء وجميع هذه المقاصد الدينية والدنيوية متاحة للجميع دون استثناء بفضل جهود المملكة على مدار العام لانجاح موسم الحج. ويرى رئيس جامعة الأزهر السابق الدكتور أسامة العبد أن السياسة طبيعتها الاختلاف، والحج طبيعته الوحدة، مؤكدا أن هناك تناقضا كبيرا بين المعنى السياسي والمعنى الديني، ومشددا على أن تسييس الحج هو النواة الأولى لهدم الصف الإسلامي وتفريق وحدة المسلمين، مستعيدا خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة إذ ركز على التأصيل الشرعي للإسلام وأركانه، ولو كان الحج حدثا سياسيا لخطب الرسول صلى الله عليه وسلم عن أعداء الإسلام آنذاك وحول الحج إلى تظاهرة وتعبير عن مشاعر ذاتية، مبديا تأييده المطلق لموقف المملكة الصارم من منع تسييس هذه العبادة كونه أمرا ترفضه الشريعة ويتنافى مع روحانية الحج ويخل بمفهوم وتطبيقات الأمن الذي تبذل المملكة عليه مليارات لينعم الحجاج بالراحة والسهولة في أداء مناسكهم. فيما أشاد الروائي عمرو العامري بما تبذله المملكة من أموال وما تنفقه من جهود وما تجنده من كوادر لخدمة الحجيج ولكي يتم الحج بسلام وطمأنينة، مضيفا أن كل ذلك من باب الشعور بالمسؤولية تجاه المسلمين، مشيرا إلى أن الاستفاد من الحج لخدمة القضايا الإسلامية تتم من خلال المؤتمرات والندوات التي تعقد خلال موسم الحج في منظمة المؤتمر الإسلامي أو رابطة العالم الإسلامي وما يتناوله العلماء في ندوة الحج الكبرى. ويؤكد الروائي ناصر عراق أن موسم الحج يجب أن يعامل بما يليق به من سمو روحي ووجداني، معبرا عن أسفه أن بعض الدول أو التيارات أو الجماعات تحاول استغلال هذه الشعيرة الروحية المقدسة لتحقيق أغراض سياسية مشبوهة ما يوجب على المملكة الوقوف بحزم وحسم ضد من تسول له نفسه إفساد البهاء الروحي للحج. وطالب بتعزيز الدور الإعلامي والدبلوماسي لكي تعلم كل دولة يحاول مواطنوها استثمار موسم الحج لأهداف مريبة أنها ستواجه بحزم وفقا لقوانين الأممالمتحدة التي ترعى وتحافظ على سيادة الدول ومصالحها. ويؤكد الكاتب الدكتور عبدالله الكعيد أن هناك محاولات مشبوهة ليس الغرض منها خدمة الحجيج وتسهيل الفريضة بل إعاقتها وتشويه معانيها وأضاف هي في الحقيقة أهداف مفتضحة لا قيمة لها ولن يصغي لها أحد كونه لو كان التسييس يخدم أو يطور لأخذت به الدولة التي يفخر قائدها بمسمى خادم الحرمين الشريفين، ولفت إلى أنه لا يغيب عن الأذهان بأن السياسة لم تدخل في أمر إلا وزرعت الأشواك فيه وشعيرة الحج تحمل قيما أخلاقية لا تتناسب ومقاييس السياسة، ويرى أن الحج يقوم على المثل والأخلاق وتحقيق مبادئ الإسلام التي منها تكريس ثقافة المساواة والعدل والمفهوم الحقيقي للتآخي مع الآخر وقبل هذا وبعده إعمار الأرض بالمحبة والسلام، ويذهب الشاعر علي بن الحسن الحفظي إلى أن دولتنا وفقها الله تنتهج منهج العدل والحكمة وتعتمد الوعي في كل توجه، وأضاف أن كلمة سمو ولي العهد عن منع تسييس الحج تأتي كرسالة إلى الداخل والخارج كون بعض الدول أو الجماعات أو الأحزاب أو الأفراد لا يملك الحس الديني الراقي الذي يصرفه إلى التعبد فقط دون إثارة القلاقل والفتن تبعا لسياسات العدواة التي تأتي ضمن مشاريع السياسة المذهبية الطائفية التي تنتهجها إيران وبعض الدول التابعة لها مذهبيا والعصابات العنصرية هنا وهناك التي يقض مضجعها أمن الدول المستقرة ونجاحات المملكة المتوالية بحمدالله في تيسير الحج وخدمة الحجيج. ويطالب الحفظي بحجز كل فئة تنتهج تلك الإثارات وتقديمها للعدالة في بلادنا مع احترام كافة المواثيق التي تحددها الأعراف والقوانين الدولية حتى وإن عاندت الدولة المثيرة للفتنة أو خرج بعض أفراد شعبها عن النص كون المملكة تتبع منهج الإسلام في الغيب والشهادة وكلمتي الحق والعدل في الرضا والغضب.