في كل عام تستقبل المملكة الملايين من حجاج بيت الله الحرام من الخارج والداخل، وتستنفر الحكومة السعودية جميع أجهزتها الأمنية والخدمية لخدمة حجاج بيت الله والحفاظ على أمنهم وسلامتهم. والحقيقة التي لا يعرفها حجاج بيت الله من الخارج والداخل أو الإعلام الإسلامي أن هناك جهودا عظيمة تبذلها المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولاة عهده وأمراء مناطق مكةالمكرمة والمدينة المنورة وبقية الأجهزة الرسمية المعنية لتأمين سلامة الحجاج وتوفير جميع احتياجاتهم وتسهيل إجراءاتهم لأدائهم الركن الخامس للإسلام حتى عودتهم إلى وطنهم. ورغم أن فترة الحج الزمنية الشرعية لا تتجاوز السبعة أيام إلا أن الاستعداد لها بالتخطيط والتنظيم والتجهيز يستمر على مدار العام وما أن ينتهي موسم الحج حتى يبدأ الاستعداد للموسم القادم. أما الاستعدادات لتوسعة الحرمين وتطوير خدمات المشاعر فهي مستمرة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وأتمها جلالة الملكين سعود وفيصل رحمهما الله . ثم بدأت توسعة الساحات في عهد الملك خالد رحمه الله. ثم توسعة الملك فهد رحمه الله. أعقبتها توسعة المسعى في عهد الملك عبدالله رحمه الله. ثم اختتمت التوسعة السعودية الثالثة وهي الأكبر والتي بدأت في عهد الملك عبدالله رحمه الله واستكملت وافتتحت في عهد الملك سلمان حفظه الله ورعاه وشملت توسعة المطاف والساحات الخارجية وتوسعة الحرم الشريف وتوسعة الجسور والمساطب ومجمع مباني الخدمات المركزية ونفق الخدمات والمباني الأمنية والمستشفيات وأنفاق المشاة ومحطات النقل والجسور المؤدية إلى الحرم والطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة الحرم الشريف والبنية التحتية التي تتضمن محطات الكهرباء وخزانات المياه وتصريف السيول. ويتكون مبنى الحرم من التوسعة الجديدة من ستة أدوار للصلاة والعبادة ولها مئات السلالم الكهربائية و24 مصعدا لذوي الاحتياجات الخاصة و21 ألف دورة مياه ووصلت إجمالي المسطحات لكامل مشروع التوسعة 1،470،000 متر مربع وسيتسع المسجد الحرام لأكثر من 1،800،000 يدخلون للمسجد من 78 بابا . ويحتوي المسجد على 4524 سماعة صوت منتشرة في جميع أنحاء الحرم وساحاته ويخضع الحرم وتوسعته للمراقبة من خلال الكاميرات وعددها 6635 كاميرا ويؤمن الحرم الشريف مياه زمزم لزواره من خلال 2528 مشربية ويحيط بالحرم الطريق الدائري بمساحة طولية مقدارها 4600 متر ويضم جسورا وأنفاقا لنقل الحركة من المنطقة المركزية إلى خارجها بثلاثة مسارات في كل اتجاه. مشاريع عملاقة وتاريخية وهي الأكبر في تاريخ الحرمين الشريفين صرف عليها ميزانيات ضخمة تتجاوز من البداية للتطوير 130 مليار ريال حسب بعض التقارير بالإضافة إلى المشروع التاريخي لربط مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة بقطار سمي قطار الحرمين لخدمة حجاج ومعتمري وزوار الحرمين الشريفين، وسبقه قطار المشاعر منى ومزدلفة وعرفات وتطوير مسار الجمرات. نعم من حق المسلمين وحجاج بيت الله الحرام الذين سيقفون بعد أيام في عرفات من حقهم أن يفخروا بالإنجازات العظيمة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية لخدمتهم والتي تتجاوز كل التوقعات. وأجزم أن هذه الملايين القادمة للحج لا تعلم كيف كان الحج قبل مائة عام وكيف أصبح اليوم. ولا تعلم دول العالم الإسلامي بل لا يعلم سكان المملكة العربية السعودية حجم الإنجاز العظيم الذي تم لتوسعة الحرمين وحجم الخدمات المساندة لتأمين وصول الحجاج وأدائهم مناسك الحج وسفرهم لوطنهم ولا يعلمون حجم الإنفاق على هذه المشاريع الضخمة وهي الأكبر من نوعها في تاريخ الحرمين. مؤكدين لحجاج بيت الله ولدول العالم الإسلامي أن رعاية الحرمين الشريفين هي شرف عظيم لحكومة المملكة العربية السعودية وهي قادرة ومؤهلة لهذه الرعاية التي شرفها الله بها. ويحرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولاة عهده على متابعة حجيج بيت الله شخصيا. متمنيا على إعلامنا السعودي أن يظهر هذه الإنجازات بكل لغات الدول الإسلامية والاستعانة بوسائل الإعلام المرئية والمقروءة والإلكترونية لأن تنشر هذه البيانات ليعلم العالم الإسلامي حجم الإنجاز والخدمات المقدمة للحجاج..