أيام وتدخل إلينا أيام الحج الفعلية وخلال الموسم ترتفع بعض الأصوات شاكية مما تجد من قبل البعثات (سواء خارجية أو داخلية). ومع مناسبة كل موسم للحج علينا التأكيد أن هناك من يشوه سمعة الوطن من أجل حفنة من المال. وبعثات الحج منحت الصلاحية الكاملة للتعاقد مع حجيج من بلدانهم (أي أن المتعاقد ليس سعوديا ولا يمثل الدولة)، ويشمل هذا التعاقد صيغا وبنودا تشترط البعثات توفيرها للحجاج ومنها السكن والمواصلات والغذاء وتوفير الدواء.. وهي شروط ملزمة إلا أن الحجيج يفاجأون بخدمات مغايرة لتلك الاتفاقيات. وعلى ضيوف الرحمن أن يعلموا أن هذه البعثات لا تمثل المملكة وإنما هي بعثات تابعة للبلدان الإسلامية المختلفة، وأن كل بعثة حجيج إنما انبثقت من بلاد الحجاج أنفسهم، وأي تقصير يحدث لا يجب أن يلقى اللوم على البلد المستضيف لهؤلاء الحجيج. وفي كل موسم تظهر تقارير (مكتوبة أو مرئية) تتحدث عن بعض الشكاوى للحجاج وكانت على تلك الوسائل الإعلامية إظهار أن أمر هؤلاء الحجاج مقترن ببعثاتهم وهي المسؤولة عما يشتكون منه وليس البلد. وأغلب الحجاج يشتكون من بعد سكنهم عن المسجد الحرام مما جعلهم يؤدون فرائض الصلاة في مساجد أخرى غير المسجد الحرام، وأن الأماكن التي يقطنونها لا تليق بهم وبما دفعوه مقابل تأمين السكن الملائم وأن ليس هناك أدوية. هذه الشكوى التي تعبر العالم من خلال وسائل الإعلام أتمنى على منفذي التقارير الصحفية البحث عن المتعهد لهؤلاء الحجيج وتحميله مسؤوليته عن ذلك التقصير وأن لا تترك التقارير معلقة في الهواء. ولأن الأمر يتعلق بنا فيجب على وزارة الحج وكذلك وزارة الإعلام تبني رسائل إعلامية للعالم تظهر الدور المناط بأجهزة الدولة والأدوار الأخرى المسؤولة عنها بلدان الحجيج أنفسهم. وعلى الوزارتين بيان القصور الناتج من الغير حتى لايظن الحجيج أن أموالهم ذهبت إلى جيوب سعودية مقابل خدمات رديئة، بينما الحقيقة أن كل دولة لها بعثات حج هي التي قامت بالتعاقد مع حجاج بلدانهم وهي التي اختارت المسكن ونوع التغذية لحجاجها. وقبل هذا فقصور هذه البعثات أو طمعها في اكتساب أرباح طفيفة وفي المقابل تقديم خدمة متواضعة ليس مقتصرا على حجاج الخارج فحتى حجاج الداخل (وأغلبهم سعوديون) يتم استغلالهم من قبل حملات تتعاقد بمبالغ كبيرة مقابل خدمة متميزة.. إلا أن الوضع لا يكون كما تم عليه التعاقد. فهناك من يرى في الحج موسم ارتزاق ولا يهمه أكان ربحه حلالا صافيا أم حراما صافيا. وهذا ما يجب أن يعرفه ضيوف الرحمن وأن البلد نفسها بريئة مما يحدث كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب.