تستقبل مكةالمكرمة والمدينة المنورة هذه الأيام قوافل الحجاج القادمين من كافة المنافذ جوية وبحرية وبرية .. قاصدين بيت الله الحرام لأداء مناسك حجهم بعضهم تيسر لهم السفر لمقدرتهم المادية وبعضهم تصرف في بعض ممتلكاته ليصل بقيمتها للأراضي المقدسة ويؤدي الركن الخامس من أركان الاسلام.. ونحن في المملكة ما أن يأتي موسم حج إلا وتبدأ الجهات المعنية بالحجيج الترتيب وإعادة النظر في العديد من الأمور في كافة الخدمات وحصر القصور والثغرات حتى لا يصل موعد موسم الحج القادم إلا وقد تهيأت السبل وتطورت الخدمات. جهود كبيرة وجليلة تقوم بها المؤسسات المعنية بالحج فهي في كل عام تُدخل تحسيناً كبيراً في خدماتها لكي تظهر بصورة مشرفة تنعكس على أدائها الميداني وتقديم خدماتها لضيوف الرحمن، وضيوف هذا البلد الكريم الذي يبذل فيه المسؤولون كل جهودهم وطاقاتهم لراحة وسلامة وتنقلات حجاج بيت الله الحرام. وقد سرني جدا ما قرأت في الصحف المحلية على لسان المعنيين بالحج والحجيج أن حج هذا العام سيكون بإذن الله مميزاً ومختلفاً عما سبق من المواسم. وهذا مؤشر يسر الخاطر ويفرح لأننا جميعاً معنيون بأن نساهم في اخراج هذه الشعيرة بالشكل اللائق بسمعة هذه البلاد التي أكرمها ربنا بأن أوجد على أرضها أطهر بقاعه وأحبها إليه ألا وهي (مكةالمكرمة والمدينة المنورة) لهي قادرة بشبابها الذي نذر نفسه لخدمة الحجيج على إخراج هذه الشعيرة الدينية بالوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى ثم يرضي المسئولين .. فموضوع التمييز لحج هذا العام مسؤولية الجميع ولا تقع مسؤوليته على الجهات الرسمية أو تلك التي أخذت على عاتقها تقديم خدماتها للحجاج على مختلف اجناسهم وبلدانهم فقط. ضيوف الرحمن قادمون إلينا وحلمهم أن يجدوا الراحة والطمأنينة والاستقرار والأمان والمصداقية في تقديم الخدمة ولاشيء غير ذلك.. وهذه العوامل الآنفة الذكر أحمد الله أنها موجودة. صحيح أن هناك بعض المنغصات وخروج من قبل بعض أفراد أو جهات خاصة نحو حجاج بيت الله الحرام إلا أنني أقول يجب على الجميع عدم التلاعب في أمور الحج والحجيج إن كان من الداخل أو من الخارج وأن تكون المصداقية والوضوح والشفافية عنواناً لهم وان يتخذوا عبراً من الجزاء والغرامات التي أوقعت على بعض المؤسسات التي دأبت على عدم المصداقية والأمانة في خدمة الحجيج وكان همها الكسب المادي مما اضطرت الدولة والجهات المعنية نحوها إلى ايقافها عند حدها.. لأن الحج في وجه كل مواطن يقول انه ينتمي إلى هذه البلاد بصدق وإخلاص ووطنية حقة حتى نظهر فعلاً بالمظهر اللائق والمطلوب معاً أمام ضيوف الرحمن ونرضي الرب سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً ثم نرضي الدولة التي سخرت الكثير والكثير من أجل (أيام معدودات). وهنا أقترح أن تكلف لجنة متخصصة قد تكون هذه اللجنة موجودة لمراقبة الجهات الخاصة التي تعد حملات داخلية وخارجية للحج لتقييم أدائها ومصداقيتها قبل (الحج وأثناء الحج، وبعد الحج) بكل حيادية بعيداً عن المجاملة وان ترفع تقريراً عن أي جهة اعتادت أن تتلاعب بحجاج بيت الله الحرام .. وما تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة في الجميع هيئات مسئولة عن الحج أو حتى أفراد إلا من ثقة سموه الكريم في الجميع .. وكل ما اتمناه ان يخرج فعلاً حج هذا العام بشكل مميز شعاره الأمانة والمصداقية لنساهم جميعاً في رسم الصورة الراقية لبلادنا في عيون حجاج بيت الله الحرام .