في الوقت الذي حذرت وزارة الصحة بعض المسوقين المستغلين للظروف الراهنة لفيروس كورونا لترويج أجهزتهم وتحقيق أهدافهم التسويقية، أطلق مختصون في الأمراض المعدية والفيروسات تحذيرا من استغلال الوضع الراهن لانتشار فيروس كورونا في الترويج والتسويق لبعض الأجهزة، مؤكدين أن هذه الأجهزة لا تعالج «كورونا»، ومهمتها تتلخص في تعقيم الأسطح والغرف. البروفيسورة هدى عبدالرحيم بخاري رئيسة الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة الطبية والأمراض المعدية، قالت: هناك أجهزة عديدة تعمل على تنقية الأجواء وتعقيم الأسطح والغرف في المستشفيات قائمة على البراهين والدراسات، ولكن ادعاء البعض بوجود أجهزة تعالج فيروس كورونا غير صحيح، فالمعروف أن هذا الفيروس ينتقل عبر الرذاذ ومازالت الكثير من خصائصه مبهمة ورهن الدراسة والأبحاث لدى وزارة الصحة. وحذرت د. هدى الجهات التي تروج للأجهزة بدافع تجاري، مؤكدة أن جميع مستشفيات المملكة لديها برتوكول صحي في متابعة الاشتراطات الصحية والتدابير الاحترازية في جانب الأمراض المعدية وخصوصا كورونا والتطبيق في غرف العزل والطوارئ وغير ذلك من الأقسام. مخالفة صريحة بدوره أكد مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في المنطقة الغربية الدكتور نزار باهبري، أن أجهزة التعقيم الصحية بشكل عام تستخدم في تعقيم الأسطح والغرف وقتل الفيروسات المنتشرة بالأجواء وليس لها أي دور في علاج المصابين، مبينا أن مستشفيات وزارة الصحة والقطاعات الخاصة لديها برامج وخطط لمكافحة العدوى، كما استحدثت في كل قطاع قسم لمكافحة العدوى مهمته متابعة تطبيق كل الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى. وحذر الشركات الترويجية لأجهزة التعقيم من استغلال موسم الحج والوضع الراهن لانتشار كورونا في تسويق أجهزتها، معتبرا ذلك مخالفة صريحة، ومؤكدا أن قدرة الأجهزة على القضاء على الفيروسات والبكتيريا تتوقف على أبحاث ودراسات قائمة ومبنية على البراهين. أما الدكتورة حنان بلخي المدير التنفيذي لإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني فأكتفت بقولها «ليس لها جدوى»، مشيرة إلى أن الأسواق زاخرة بالأجهزة ومن الصعب إبداء الرأي بدون معرفة طبيعة الجهاز. استغلال للوضع أما الدكتور محمد عبدالرحمن حلواني الأستاذ المساعد في كلية الطب جامعة الباحة واستشاري مكافحة العدوى، فيرى أن ما يتداول عن وجود أجهزة تقضي على فيروس كورونا وإبقاء هواء غرف الطوارئ وأقسام المستشفيات خالية من الفيروس هو استغلال للوضع الراهن لانتشار الفايروس في الرياض وتزامن ذلك مع قرب موسم الحج. وأكد أنه عند اعتماد أي جهاز ضد أي تواجد ميكروبي لا يتم ذلك إلا بعد تجارب عدة على الميكروب المعني سواء كان الميكروب فيروس أو بكتيريا أو غيره، ويتم ذلك بتراكيز معروفة ومحددة للميكروب.