أهم الدروس المستفادة من كورونا وما سبقها من الأمراض والأوبئة أن المال وحده لا يكفي للتعامل مع المرض المعدي أو الوباء، كما أن المال ليس عائقا ولا حجة دوما في التعاطي مع الوباء!. الصدق والشفافية والإخلاص في العمل والواقعية في التعاطي مع المرض وسبل انتشاره والاعتماد على الدراسات والأبحاث من أهم عناصر التعامل مع الوباء والأمراض المعدية، ولدينا دروس كثيرة في هذا الصدد يجدر بنا استعراضها والاستفادة منها. في فترة وزارة الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي لوزارة الصحة كانت الأوضاع المالية في أضعف حالاتها بسبب حرب الخليج والأزمات الاقتصادية التي عاناها العالم أجمع في تلك الفترة والمملكة جزء من هذا العالم عانت هي الأخرى من عنصري الحرب والوضع الاقتصادي العالمي، ومع ذلك استطاعت وزارة الصحة آنذاك وفي وقت قصير السيطرة على حمى الوادي المتصدع والحد من خطره، ويذكر فيشكر للدكتور أسامة شبكشي صراحته ووضوحه وشفافيته في التعاطي مع المرض والاعتماد على الدراسات والأبحاث والصدق في الأرقام مع المسؤول والمواطن على حد سواء. في التعاطي مع مرض انفلونزا الطيور يحسب لوزير الزراعة السابق الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم تعاونه مع وزارة الصحة واتخاذه خطوة جريئة وصارمة بحرق حظائر الدواجن رغم ما واجهه من امتعاض ومعارضة واعتراضات. عندما ظهر فيروس الكورونا عندنا أول مرة كعدوى في شوال 1433ه ودق جرس الإنذار بمرض معد قاتل سريع قد يتحول إلى وباء كانت الأوضاع الاقتصادية في أفضل حالاتها وكانت ميزانية وزارة الصحة هي الأعلى لكن المال وحده لا يكفي، فقد كانت عناصر الطب الوقائي ضعيفة علميا وقليلة القدرات والتجربة، وكانت الشفافية في أدنى حدودها واقعا وأعلاها ادعاء، مما أحدث طمأنينة سلبية لدى الجميع فانتشر المرض كماء من تحت تبن ولازلنا نعاني. من الدروس المستفادة من كورونا أيضا أن الأبحاث هي عصب الإحساس بالمشاكل الصحية وليس مجرد التصريحات والتوقعات والأحاسيس الشخصية والأهواء، وأننا يجب أن نسمع للعالم لا للمتعلم، فقد مرت أربع سنوات ونحن لازلنا نتوهم ونتهم الإبل تارة ووعي المواطن تارة أخرى ونقول قضينا على المرض ثم يصبح كارثة!.