لا أرى مبررا لحالة الإرباك التي سادت ردهات وزارة الصحة إزاء تفشي فيروس كورونا، وحتى إن لا قدر الله تطور ليصبح وباء. فالمنتظر أن تسود حالة من التنظيم الواعي بحالات الطوارئ والأزمات، هذه ليست أول أزمة صحية تمر بنا كجزء من العالم الذي تمره أزمات وتجتاحه أوبئة وأحيانا مهلكة، وقد مر بنا ومنذ العام 2001 حمى الوادي المتصدع، فانفلونزا الطيور، ثم الخنازير، والآن فيروس ميرس كورونا. نحمد الله من قبل ومن بعد أننا بعيدون عن تحوله إلى وباء، ليس فقط بسبب التطمينات المحلية وحسب، بل أيضا بسبب التطمينات العالمية التي لا تجامل أحدا، وقد أعلنت قبل يومين أن لا قيود على السفر إلى المملكة بعد أن حضر خبراؤها ومختبراتهم ليتأكدوا، لذا استغرب دعوات البعض لإعلان حالة الطوارئ، ووقف الدراسة وكل هذه المبالغات، والحق أن بعض اللوم يقع على وزارة الصحة لتلكؤها في إعلان خطوات الاحتواء والمواجهة مع هذا الفيروس الخطير ونقص شفافيتها. ليس هذا وقت السؤال عن كيف تطور الفيروس ولا من المسؤول، ليس هذا وقت المحاسبة واتهام فلان أو علان، الآن وقت العمل لوقف الضرر المتفشي بالعلاج المتاح، والدراسة والبحث لإنتاج لقاح يشفي، ووقف الشائعات. جميعنا يدرك إمكانية تطور الفيروسات وتفشي العدوى في عالم أصبح قرية كونية، لذا فإن مواكبة التقدم العلمي وأبحاثه الاستشرافية بالخصوص في عالم الأوبئة المحتملة، يصبح هدفا وطنيا أعلى لحماية السكان، وكما تقول آخر التقارير فإن الخفافيش، وليس الجمال، هي الحاضن الطبيعي والرئيس لفيروس كرونا، ومنها وعبر عائل وسيط ينتقل إلى الإنسان، فهل درسنا ذلك؟ لن أسأل عن دور الجامعات وكليات طبها وصيدلياتها، ومراكز البحث العلمي فيها، التساؤل هنا يطول، لكن هل سألتهم وزارة الصحة المعونة، آخر تصريح عن الوزارة يقول بقبول ما يقدم لهم، فماذا عن طلب المساعدة منهم كما تطلب من غيرهم، أم أن الوزارة مكتفية بما لديها من مراكز أبحاث؟ أجدها فرصة، والحالئذ، لأسأل وكالة الوزارة للطب الوقائي، وهي من أقدم وكالات الوزارة لدينا، ماذا قدمت وماذا تابعت منذ توالي الأمراض المعدية عالميا، لم لا تنشر لنا شيئا من جهودها عبر السنين؟ ماذا عن مختبراتها المركزية الكبرى؟ وهل مازالت ترسل العينات إلى الخارج؟.