بلغ استياء عدد من أهالي المندق مداه، وهم يشاهدون كيف تحولت ساحة السوق الشعبي في المحافظة إلى ملعب يجمع الشباب من أجل لعب كرة الطائرة، بالإضافة إلى عدد من العمالة الوافدة وجدوا في الساحة خير ملاذ لأداء لعبات شعبية تشتهر بها بلادهم. لم يدر في بال كل من يمر قريبا من موقع السوق الشعبي، أنه سيجد الشباب وقد نصبوا شبكة كرة الطائرة في وسط «برحة» السوق، وتجمع عدد بارز من المتفرجين، لتشتد المنافسات في موقع كان من المفترض أن يأتي إليه المتسوقون من محافظة المندق ومراكزها وقراها، إلى جانب محافظات أخرى في منطقة الباحة. لماذا هجروه وحولوه لساحة لعب؟ الأكثر إدهاشا، أن ساحة السوق الشعبي تجاور موقع الضيافة للمحافظة. ولمن لا يعرف عن ذلك السوق الشعبي، أن ساحته التي تحولت إلى موقع للألعاب، تحيط بها حوالى 100 محل مهجور، وذلك بعد أن تم الانتهاء من المشروع قبل نحو 4 سنوات، ولم يتم تأجيره، وهذا هو سبب تحوله إلى ملاذ وملهى للشباب. وقدرت تكلفة ذلك المشروع بأكثر من مليون ريال، ومع ذلك كله أصبحت جميع المحلات في السوق مهجورة، كما تدمرت أبواب وجدرانها؛ ما أثار استياء الكثير من أبناء المندق. من وجهة نظر المواطن علي بن حسن الزهراني، أن إنشاء السوق الشعبي بجوار مقر الضيافة لمحافظة المندق، اختيار غير موفق من قبل البلدية. وأضاف: «الآن أصبحت تلك المحلات مهجورة وأبوابها مخلعة، وللأسف تحولت إلى موقع لتجمع أكوام النفايات، إضافة إلى أن السوق كلف من ميزانية المحافظة الكثير، وأصبح موقعا لا يستفاد منه شيئا، اللهم إلا من تجمعات الشباب والعمالة الوافدة لممارسة بعض الألعاب»، مشيرا إلى أن ترميم السوق يحتاج إلى أكثر من مليون ريال من أجل إعادة بنائه مرة أخرى. لم يتورع المواطن سعيد بن علي الزهراني في وصف ذلك المشروع، بأنه وصمة عار في مشاريع بلدية المندق، وأنه أصبح حديث المجالس لديهم. وقال الزهراني: «من المؤكد يمكن تصنيف السوق من ضمن المشاريع المتعثرة في المحافظة، حيث يضم حوالي 100 دكان تقريبا، وكلف ميزانية الدولة الشيء الكثير، ولم يتم تشغيله من قبل البلدية من أجل استفادة الأهالي منه كبائعين أو متسوقين»، وأضاف: «إذا أفلحت البلدية في إعادة تجهيزه وتشغيله، من المؤكد أنه سيكون سوقا منظما، لكن على العكس تماما تحول الوضع إلى نفايات ومحلات تخلعت أبوابها»، وطالب بضرورة رفع تقرير عن السوق. أما الشاب فيصل سعيد الزهراني، فهو يرى أن موقع المشروع أفرز عن خسارة مشتركة للأهالي والبلدية، وقال: «الأهالي لم يستفيدوا شيئا منه حتى الآن، والبلدية أكملت البناء ولم تقم بالتأجير، ليضاف ذلك الموقع إلى مجموع المشاريع المتعثرة»، مشيرا إلى ضرورة قيام البلدية بتطوير مشاريعها وليس العكس.