استئثار الهلاليين بمختلف الألقاب المحلية والقارية على اختلاف مسمياتها، وضع لقب دوري الأبطال الآسيوي هدفا مهما وأساسيا لهم، ليس من باب النوعية الخاصة التي يريدون مضاهاة أقرانهم بها فحسب، بل ومن قبيل فرض سيطرة جديدة على القارة الآسيوية التي مازالت تذكره جيدا وتدين له بالكثير من التاريخ المشرف والمشرق، فالأرقام والألقاب تصادق على أنه مازال الرقم الأصعب حتى وهو يصارع عناد اللقب الذي تنكر له مرارا وتكرارا انتهاء بالموسم الماضي الذي كشر التحكيم الياباني فيه عن أنياب هرمة لكنها أصابته في مقتل وحرمته من لقب كان الأحق والأجدر به. وفيما يستهل الأزرق اليوم القسم الأهم بالبطولة وهو مثقل بعقوبة جديدة بحرمانه من أنصاره الذي حطموا الأرقام بمليونية الحضور الطاغي، يضع نصب عينيه أن الطريق إلى اللقب لن يكون سهلا، وأن ثمة عراقيل تتخطى حدود الميدان إلى ما هو أعقد من ذلك، يتعين عليه معها عملا مضاعفا وتحضيرا بدنيا مختلفا كي لا يشرب من كأس الموسم الماضي. إدارة على المحك يعرف الرئيس الحالي الأمير نواف بن سعد، أن المطلب الأول اللقب القاري وأن عجزه عن تحقيقه لن يشفع له مهما فعل، وله في سلفه عبدالرحمن بن مساعد مثال حي إذ غادر وفي جعبته 7 ألقاب، لكنها لم تغنه عن النقد والغضب والحنقة الجماهيرية، إلا أن بوادر العمل الجيد في فترة وجيزة توحي بأن هلالا أكثر قوة وإدارة أكثر تمرسا، قد تطوع القارة الصفراء للقوة الزرقاء وفق مؤشرات الحشد الداعم من كل حدب وصوب. فالتكاتف الشرفي والتحفيز الجماهيري وصوت العقل الذي غلب أخيرا، وضع الزعيم على منصتي جدة ولندن بلقبين جديدين بنظامهما الحالي كأس الملك وكأس السوبر، وجعله مجددا أبرز المرشحين لحصد اللقبين الآسيوي والدوري بعد موسم معقد خسر فيه 3 بطولات وبأحداث درامية مثيرة للشك، برهنت على أن عشاق الزعيم قادرون على قيادته إلى بر الأمان بعيدا عن حسابات الشخصنة والأمور الخارجة عن وحدة الزعيم وتماسكه، وهو ما انعكس على التعاقب الإداري السلس بين 3 إدارات برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ومحمد الحميداني والأمير نواف بن سعد، والأخير على وجه التحديد كان حاضرا في الفترتين السابقتين عبر دوره نائبا للرئيس فشرفيا مؤثرا وداعما فعالا، وسيكون هذه المرة أمام تاريخ كبير إن نجح وحقق الهدف. تغييرات شاملة يدخل الهلال هذا الجزء من البطولة وهو في وضع مختلف تماما، بعد التحسينات الجديدة التي طرأت على الأزرق فمع المدرب المميز دونيس يستمر تحت رئاسة جديدة، وبوجود وجوه جديدة في خارطة الفريق الأساسية والاحتياطية، على رأسهم البرازيليان إدواردو والميدا والسعوديان يونس عليوي ومحمد البريك فضلا عن استعادة لاعبه الموقوف ناصر الشمراني الذي سيكون ورقة رابحة ومهمة في لقاء اليوم، وذلك يجعل مدرب الزعيم في مهمة صعبة في تحديد خياراته رغم نجاعته في التعاطي مع عدد من الظروف في الفترة الأخيرة، فالغيابات التي اصطدم بها في مواجهتي كأس الملك والسوبر أمام النصر الغريم التقليدي، وتعامله المميز معها جعلته محل ثقة الهلاليين ومدعاة لتفاؤلهم بقراءته الجيدة للخصوم، واليوم في ظل الضبابية حول مشاركة بعض الأسماء تجعل السرية التي فرضها في التدريب الآخير محل تفاؤلهم لأنه يعرف من أين تؤكل الكتف، يقول دونيس عن اللقب الآسيوي أنا سعيد في الهلال، وهذه من أفضل السنوات في مسيرتي التدريبية وسنلعب دور الثمانية من دوري أبطال آسيا وأطمح بالوصول بالفريق للمباراة النهائية للبطولة. وبدا المدرب اليوناني مطمئنا لما قدمه لاعبوه في أول اختبارات الموسم وتحقيق بطولة السوبر، لكنه في المقابل أعلنها صريحة بأن ذلك لا يكفي إذ قال: أشعر بالفخر الشديد بما قدمه اللاعبون، لقد عملوا بكل جد وتركيز عال وتألقوا بأفضل عطاء، كأس السوبر كان أول أهدافنا، وينتظرنا عمل كبير وشاق؛ فالسوبر مباراة واحدة وهي الأولى فقط، ولايزال أمامنا موسم طويل حافل بالتحديات، تفكيرنا منصب في المباراة الآسيوية الأولى فقط أمام «لخويا»، ولا نخطط منذ الآن للفوز باللقب، لو طالبنا اللاعبين بضرورة الفوز بلقب دوري أبطال آسيا فهذا أمر سيئ، وسيضاعف الضغط عليهم، لدينا فريق رائع ونجوم مميزون ولاعبون شباب واعدون، علينا التقدم خطوة بخطوة، لا أريد أن أعد باللقب؛ ولكن أعد بالعمل الجاد.