كشف وزير الإدارة المحلية رئيس لجنة الإغاثة عبدالرقيب فتح عن تشكيل لجان للبدء بإعداد خارطة لإعادة إعمار المدن اليمنية، مؤكدا أن الحكومة اليمنية قررت تشكيل لجنة عليا للإغاثة في اليمن بهدف إعطاء أولوية وجدية للعمل الإغاثي ومعالجة الوضع الكارثي الذي نتج عن الحرب التي قادتها ميليشيات الحوثي والمخلوع ضد الشعب اليمني. وأوضح الوزير عبدالرقيب في حوار أجرته «عكاظ» أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات للحكومة على أكثر من جانب، متهما الحوثي بخلق الذعر والخوف لما بعد تحرير المدن من خلال زرع الألغام. وأكد أن هناك تعاونا منقطع النظير مع مركز الملك سلمان لإعادة الأمل للشعب اليمني وترميم وبناء ما دمرته ميليشيات الحوثي في مدينة عدن التي تحولت إلى مدينة أشباح بعد أن كانت مدينة سياحية، بالإضافة إلى بناء المدن الأخرى.. وإلى نص الحوار: هل هناك خارطة طريق لإغاثة الشعب اليمني؟ نعمل في الوقت الراهن على إعادة ترتيب العمل الإغاثي وقد شكلت رئاسة الوزراء اليمنية مجلسا للإغاثة العليا برئاستي وذلك بهدف مأسسة العمل الإغاثي وإعطاء جدية قصوى للتعامل مع هذا الملف في ضوء نتائج الحرب الكارثية التي قادها المخلوع وميليشياته التي أدت إلى تدمير البنية التحتية في المدن اليمنية وقتل المئات وجرح الآلاف من الشعب اليمني. ما هي خارطة طريق عمل هذه اللجنة العليا؟ اللجنة كانت مشكلة في السابق والآن أصبح في عضويتها عدد من الوزراء وهي ترتكز على المهام العاجلة التي منها عودة العالقين والنازحين وتقديم الغذاء والدواء وإيجاد حلول سريعة لمشاكل الكلى بالتعاون مع مركز الملك سلمان وهذا تم إنجاز جزء جيد منه وتم العمل في لحج وعدن وأبين والضالع وشبوة من خلال تقديم الإعانة الغذائية والصحية. هل هذا يعني أنه سيتم اعتماد مكاتب للإغاثة في كل محافظة يمنية؟ ستكون عدن مركزا رئيسيا للإغاثة ومن خلالها سيتم الانتشار في عدد من المحافظات الأخرى، ويتكرس عملنا الحالي إلى جانب الإغاثة في إعادة الأمل للشعب اليمني من خلال تفعيل دور المؤسسات الحكومية وإصلاح البنية التحتية ومعالجة الجرحى كمهام عاجلة واستطعنا في ظل الظروف الصعبة تحديد الاحتياجات في خمس محافظات رئيسية. لكنكم لا وجود لكم في تعز.. ما السبب؟ بالتأكيد هناك صعوبات في تعز تتمثل بالحصار المفروض عليها لكننا نعمل لإيجاد وتأمين خط لإيصال الأغذية والمعونات الطبية من أدوية وإسعافات أولية. ما هي مهام لجنة الإعمار؟ تم تشكيل لجنة برئاسة وزير التخطيط والتعاون الدولي لإعداد خارطة لإعادة الإعمار أما لجنة الإغاثة فهي بعضوية وزيرة الشؤون الاجتماعية التي تعتبر نائبة للرئيس وعضوية وزيرة الإعلام ووزير الصحة والأوقاف ووزير النقل وممثلين لرجال الأعمال في القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وقد بدأ عمل اللجنة منذ فترة ولكننا في إطار إعداد خارطة طريق لعمل هذه اللجنة سواء فيما يتعلق بإعادة الإعمار أو وضع حلول لانقطاع الكهرباء أو فتح الطرق والمؤسسات. ما عمل هذه اللجنة ومهامها؟ في الواقع إن إعادة الإعمار مقسمة إلى قسمين، أولا إعادة اللاجئين وبناء مساكنهم وترميم ما يمكن ترميمه، وعمل مسح متكامل للمباني المدمرة والمقرات الحكومية، وتم تشكيل لجنة لإعادة الإعمار برئاسة وزير التخطيط لوضع خارطة طريق متكاملة ولجان مسح لمعرفة ما الذي نحتاجه ورفع المخلفات وإصلاح الشوارع وتنظيفها. ما الاحتياجات والتحديات التي تواجهكم؟ يشكل ملف الجرحى إشكالية كبيرة ولدينا أكثر من 15000 جريح ونعمل مع مركز الملك سلمان لتوفير العلاج داخليا وخارجيا، كما أن ملف إعادة الكهرباء والمياه مهم جدا، خاصة أن شبكة الكهرباء والمياه تم قصفها وتدميرها بشكل كامل من الحوثيين، ولقد اطلعت عن كثب على واقع المحافظات بلحج وعدن وكانت مأساوية جدا. ماذا عن الألغام والحلول الممكنة للقضاء عليها؟ ملف الألغام من الملفات المهمة لدى السلطات في بلادنا وندعو المنظمات المختصة بنزع الألغام لمساعدتنا في هذا الأمر ولقد زرت مدينة الحوطة وعاصمة محافظة لحج التي منها 90% دمار ووجدنا أنها حقول ألغام، هذا الواقع الذي خلقه الحوثي أفرز حالات من الخوف والذعر في أوساط ساكنيها. هل تم وضع حلول نهائية للبنية التحتية؟ نعمل على إعادة البنى التحتية ولقد تم إصلاح مطار عدن التي كانت قبل غزو الحوثي مدينة سياحية عالمية فيما حولها إلى مدينة أشباح ومع هذا فإننا نعمل حاليا لإعادتها كمدينة سياحية كما كانت في السابق، فالحوثي استخدم الفنادق كمقر للقناصة ودمر كل شيء جميل فيها وبشكل كامل بما فيها الفنادق. هل سيؤثر عملكم في اللجنة على مهامكم كوزير للسلطة المحلية؟ لن يؤثر.. حيث نعمل على تذليل الصعاب والتنسيق لفرض هيبة الدولة وتأهيل المؤسسات وتوزيع المهام وتنسيق الجهود الرامية لحماية أمن واستقرار اليمن وتلمس وضع المواطنين عن قرب. كيف تقيمون عمل مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن؟ حقيقة يقوم بعمل جبار ويحقق أهدافه بنجاح وقد بدأ الشعب اليمني في تلمس تلك الأيادي البيضاء التي تمتد إليه عن قرب، وذلك يدل على الخطة الناجحة التي اعتمدها مركز الملك سلمان في تقديم الدعم الإنساني والغذائي والصحي ومساعدة الفقراء والمساكين وضحايا الانتهاكات الحوثية التي ظلت تطال جميع شرائح المجتمع اليمني دون استثناء سواء عبر سياسة التجويع والحصار أو سياسة التركيع والتصفية الجسدية. وأقدم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لدعمه المتواصل للشعب اليمني.