يبدو أن تعثر المشاريع أصبح هو المشكلة الأكبر بين محافظات ومدن المملكة، ما دعا عددا من سكان القنفذة إلى المطالبة بفتح ملفات تحقيق عاجلة عن أسباب تعثر عدد من المشاريع الحالية والمعتمدة ماليا منذ سنوات، وأهمها المشاريع الصحية والتعليمية والتي تعثر تنفيذها دون أي أسباب مقنعة -حسب قولهم- مشددين على ضرورة محاسبة المتسببين فمن أمن العقاب أساء التصرف..! وتحدث ل«عكاظ» عدد من أهالي القنفذة مطالبين بالوقوف على المشاريع المتعثرة خاصة الصحية والتعليمية، في البدء يقول كل من أحمد الحازمي وعلي الزبيدي وأحمد إبراهيم: رغم الدعم السخي من القيادة الرشيدة والتي تسعى لخدمة المواطنين وتوفير احتياجاتهم في كل مكان، إلا أن كثيرا من المشاريع المعتمدة في القنفذة منذ سنوات عديدة ومنها المشاريع الصحية والتعليمية لم تزل حبيسة الأدراج ولم تر النور دون سبب مقنع. وأضافوا: مشاريع الصحة المعتمدة كمستشفى النساء والولادة بسعة 200 سرير ومستشفى القنفذة بسعة 500 سرير مازالت معلقة رغم التصريحات المتكررة من قبل الوزارة باعتمادها منذ سنوات بينما لم تزل حلما طال انتظاره فيما يعاني المرضى في ظل وجود مستشفى القنفذة العام العتيق الذي لا تتعدى سعته 100 سرير فقط والذي تهالك مبناه والذي يعاني من محدودية الإمكانيات ونقص التخصصات، الأمر الذي دفع وزارة الصحة مؤخرا لاعتماد مشروع إحلاله وإعادة تأهيله، ما ضاعف معاناة المرضى بسبب تقليص طاقته الاستيعابية للمرضى وتحويلهم للمستشفيات الأخرى. ويأسف أحمد إبراهيم على غياب الخدمات الصحية المتخصصة في القنفذة، مشيرا إلى أن كثيرا من التخصصات الطبية غائبة ما يضطر المريض وذويه للسفر للمدن الأخرى بحثا عن جرعة دواء، متكبدين عناء السفر ومخاطر الطرقات في ظل انتشار الجمال السائبة وازدحام الطريق الدولي الساحلي بالمركبات خاصة الشاحنات التي راح ضحيتها العشرات في ظل تأخر البدء في تنفيذ مطار القنفذة الاقتصادي المعتمد منذ سنوات. يشاطره الرأي محمد المقعدي موضحا أن أهالي المحافظة والمراكز التابعة لها يعانون كثيرا من تعثر المشاريع خاصة المشاريع الحيوية كمشاريع الصحة، فالمستشفيات المعتمدة للمحافظة منذ سنوات مضت كمستشفى ال500 سرير ومستشفى النساء والولادة وكذلك المشاريع التعليمية، فالمدينة الجامعية مازالت حبرا على ورق دون سبب يذكر، كذلك حال أغلب المشاريع المعتمدة، لكنها لم تنفذ رغم مرور سنوات عديدة على اعتمادها. ويضيف المقعدي: إن مستشفى القنفذة العام الحالي تجاوز عمره الثلاثين عاما ويفتقد للتخصصات الطبية الضرورية كالقلب والأورام وغيرهما من التخصصات كما أنه لا يستقبل حالات العمليات الضرورية لضعف الإمكانات، كعمليات العيون والكلى والقسطرة القلبية، كما أن كثيرا من الفحوصات الطبية الضرورية وأجهزتها غير متوفرة الأمر الذي يضاعف نسبة تفاقم الحالات الحرجة، ما يدفع الأطباء إلى تحويل المرضى لمستشفيات أخرى خارج المحافظة كجدة ومكة وهو أمر مرهق ماديا وجسديا للمريض وذويه وينطوي على مخاطر صحية على بعض الحالات الحرجة إضافة للتكاليف المادية المترتبة على سفر المرضى وأسرهم وإقامتهم بالمدن الأخرى فضلا عن مخاطر الطرق والحوداث المرورية، مشيرا إلى أن مشاريع المستشفيات مازالت حلما ينتظر الأهالي تنفيذه بفارغ الصبر لتخفيف معاناة المرضى وذويهم مناشدا الجهات المعنية بمحاسبة المتسببين في تعطيل تلك المشاريع وتأخر تنفيذها. وعن مشاريع التعليم المتعثرة يضيف المقعدي: إن كثيرا من أبناء القنفذة وبناتها يضطرون للمغادرة والإقامة خارجها لإكمال دراستهم الجامعية في تخصصات غير متوفرة بالقنفذة في ظل تأخر تنفيذ مشروع جامعة القنفذة التي أعلن عن اعتمادها منذ عدة سنوات. في المقابل، أوضح ل«عكاظ» مصدر في صحة القنفذة أن الإدارة رفعت لوزارة الصحة بموقع مستشفى ال500 سرير، حيث كلفت الوزارة أحد مكاتب الاستشارات الهندسية بتاريخ 25/2/1436ه لاستلام الموقع وبدء العمل بالمشروع فورا، لكنه أفاد بحاجته لبعض الوقت وتم مخاطبة الوزارة بتاريخ 21/3/1436ه برده وضرورة إلزامه بالعمل وإعداد التصاميم الهندسية للمشروع في ظل تواجد الأرض، وفيما يخص مشروع مستشفى النساء والولادة بسعة 200 سرير فقد تم طرح المشروع من قبل الوزارة وفتحت المظاريف بتاريخ 12/4/1435ه، وجار استكمال الإجراءات النظامية نحو الترسية.