يتساءل أهالي قرية الحجرية: «هل نحن خارج خارطة المدينةالمنورة أم نحن منسيون؟»، جملة يرددها الأهالي في القرية، فلسان حالهم يقول «نرى جميع القرى من حولنا قد توفرت فيها الخدمات، أما قريتنا فللأسف منسية»، مناشدين مسؤولي شركات الاتصالات بأنواعها توفير خدمة شبكات الهاتف المتنقل (الجوال) في قريتهم، والتي حرموا منها طيلة السنوات الماضية. وتعرف قرية الحجرية بتاريخها القديم والمعاصر في زراعة النخيل وجني التمور وموقعها الجغرافي الذي يختلف عن باقي القرى المجاورة لها، وتبعد عن أقرب منطقة يتوفر بها برج الاتصالات حوالى 35 كلم، إذ يقول علي رشيد الحربي: نعاني وبشدة من عدم وجود تغطية جوال في القرية، حيث نقوم بالذهاب لمسافات بعيدة، وذلك للحصول على تغطية الجوال (الشبكة) كما أننا في أمس الحاجة إلى برج الجوال في القرية فنحن الشباب قادرون على عبور هذه المسافات بحثا عن التغطية المناسبة لإجراء اتصالاتنا، ولكن يصعب على كبار السن قطع هذه المسافات ونحن نرحب بجميع شركات الاتصال. ويضيف يوسف محمد الحربي أنه منذ أكثر من 4 سنوات وبعد مطالبات عديدة من قبل أهالي القرية للمسؤولين في شركات الاتصالات المختلفة التي أرسلت مندوبا لمعاينة القرية، وقد تم اختيار موقع لإنشاء برج الاتصالات فاستبشر الأهالي خيرا، ومنذ ذلك الحين لم يطرأ أي جديد. وطالب عبدالرحمن عصام الحربي بضرورة توفير برج للجوال أيا ما كان المشغل، فالبعض مرتبط بدوام خارج القرية في منطقة تبعد 100 كلم عن القرية، ولابد أن يكون على تواصل دائم مع أهله وزملائه في العمل، مضيفا: طيلة بقائنا في القرية نعاني من عزلة تامة في ظل عدم وجود خدمة الاتصالات المتنقلة والثابتة ما يدفعنا للخروج من القرية من أجل الحصول على أقرب شبكة للاتصالات في ظل المنافسة الكبيرة بين الشركات وذلك للاتصال بالأهل والأصدقاء والاطمئنان عليهم. ويشير باتع ناهظ الحربي إلى أن منطقة المدينةالمنورة والمناطق التابعة لها تشهد تطورا ملحوظا في مستوى الخدمات، مناشدا الجهات المسؤولة بتوجيه شركات الاتصالات المختلفة لعمل اللازم تجاه أهالي القرية. ويضيف يوسف عبدالرحمن الحربي قائلا: أنا طالب جامعي ولأهمية الجوال في التواصل الاجتماعي، مع زملائي واستذكار جميع المواد أولا بأول وأي مستجد قد يطرأ من أعضاء هيئة التدريس بشأن المتطلبات الدراسية فقد تفأجات بضرورة إحضار بعض الطلبات الأكاديمية في اليوم الذي يليه وذلك بسبب عدم توفر وسائل الاتصال في قريتنا. في المقابل، أوضح ل«عكاظ» مصدر في إحدى شركات الاتصالات أن القرية ضمن اهتمامات الشركة وسوف تؤخذ ملاحظات الأهالي في الاعتبار بشكل عملي وستعمل الشركة على تحقيق مطالبهم في أقرب وقت ممكن.