بما أنه يوجد «رحم» بين جريدتنا «عكاظ» وبين سوق عكاظ المنعقد حاليا بضواحي الطائف فإني أجد نفسي مدفوعا بكتابة حلقة ثانية عن هذا السوق التاريخي أو كما وصفه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، بأنه من أجل المستقبل. وفيما سمعته من الأديب الكبير المرحوم حسن الكرمي الذي كان يذيع برنامجه الشهير في إذاعة لندن أنه قد جاءه سؤال من ليبي عن سوق عكاظ.. فأجابه جوابا شافيا وذلك قبل أكثر من 40 سنة.. ثم نشر الجواب في كتابه «قول على قول» بالجزء الثاني طبعة دار لبنان للطباعة والنشر وهو مفيد للقراء.. يقول الأستاذ حسن الكرمي: سوق عكاظ قرية كالمدينة جامعة، لها مزارع ونخيل ومياه كثيرة، ولها سوق في يوم الجمعة، على قول الحميري. ومن أقوال المتقدمين: 1 - عكاظ في أعلى نجد. 2 - تبعد عن الطائف عشرة أميال بين نقص وزيادة. 3 - على طريق اليمن من مكة (من جهة السراة لا من جهة الساحل). وموقع سوق عكاظ: هو الأرض الواسعة شرق الطائف (بميلة إلى الشمال) على بعد 35 كم عن الطائف. ومن آراء المتأخرين في تحديد موقع عكاظ: 1 - الزركلي: على طريق الذاهب من مكة إلى الطائف، يميل القاصد نحو اليمين، فيسير نحو نصف ساعة فإذا هو أمام نهر في باحة واسعة الجوانب يسمونها القانس، وهي عكاظ. 2 - حمد الجاسر: عكاظ في شرق الطائف. وكان النابغة الذبياني يجلس الشعراء العرب في سوق عكاظ على كرسي فينشدونه فيفضل من يرى تفضيله، فأنشدته الخنساء في بعض المواسم فأعجب بشعرها وقال لها: لولا أن هذا الأعمى (أي الأعشى) أنشدني قبلك لفضلتك على شعراء الموسم. ومن الأقوال أيضا في عكاظ قول بعضهم: عكاظ اسم سوق من أسواق العرب في الجاهلية كانت تجتمع فيه قبائل في كل سنة في موضع منه، وهو بين نخلة والطائف. وسمي عكاظ عكاظا لأن بعضهم كان يعكظ بعضا أي يدعكه، وعكظ فلان خصمه: ناظره بالحجج وفاخره. السطر الأخير: أوكلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إلي عريفهم يتوسم