أثار الكشف عن مفاوضات سرية تجري من تحت الطاولة ومن خلف الكواليس أجراها مسؤولون فلسطينيون مع الجانب الإسرائيلي خلافات واسعة في صفوف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث شهد الاجتماع الأخير للجنة احتجاج عدد من الفصائل على إجراء مفاوضات سرية مع إسرائيل بدون علم اللجنة، وهو ما يفسر بأنه خطوة أحادية الجانب من قبل الرئيس أبو مازن وتجاوز لقرارات اللجنة. وأشارت المصادر الفلسطينية التي كشفت عن تلك اللقاءات بالتلميح إلى أسماء الشخصيات الفلسطينية التي تجري المفاوضات السرية، غير أن مواقع إسرائيلية كشفت عن أن تلك اللقاءات جرت في العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، والوزير الإسرائيلي سيلفان شالوم المكلف بالمفاوضات من الجانب الإسرائيلي. الموقع الإسرائيلي «والاه» المقرب من النخبة السياسية وأجهزة الأمن الإسرائيلية كشف عن أن اللقاءات السرية التي جرت بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين تمت بمعرفة وبدعم من رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو والرئيس الفلسطيني أبو مازن. وأن الجانبين توصلا إلى تفاهمات لتخفيف التوتر الذي كان يطغى على العلاقات بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية منذ توقف المفاوضات بداية عام 2014. مسؤولون فلسطينيون يعارضون العودة للمفاوضات وصفوا العودة إلى ملف المفاوضات السرية، وبالذات على الأسس السابقة ب«الانتحار السياسي»، وأنه يخالف كل الإجماع الوطني الفلسطيني، ولا سيما أنه منذ اللحظة الأولى لتشكيل الحكومة الإسرائيلية وهي تحمل عدوانا على الفلسطينيين، متمثلا بعمليات القتل والحرق ومزيد من الاستيطان.