حزب الله وبقية المليشيات الإرهابية التابعة لإيران لا تقل إجراما وتهديدا لكيان الدولة عن داعش والقاعدة، بل هي أشد خطرا لأن داعش منبوذة ومنفية من العالم أجمع، وثمة توافق دولي على محاربتها في الأرض والبحر والجو ومتابعة كل تحويلات مالية يمكن أن تذهب إليها.. أما حزب الله وبقية المليشيات التي تسير على خطاه فهي مدعومة من حكومتي طهران ودمشق ومسكوت عن نشاطاتها المشبوهة من قبل حكومتي بغداد وبيروت. والضربات الاستباقية الناجحة التي حققتها أجهزة الأمن الخليجية خلال الأسبوع الماضي خصوصا في الكويت والبحرين من خلال إحباط عمليات تهريب متفجرات أو تخزين كميات هائلة من الأسلحة من قبل مجموعات إرهابية محسوبة على إيران، بقدر ما تبدو مقلقة إلا أنها تبعث على الشعور بالثقة بقدرة الأجهزة الأمنية في دول الخليج في إبعاد مجتمعاتها عن الجنون الإرهابي الذي يحرق المنطقة العربية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، والواجب أن تتجه الدبلوماسية الخليجية إلى مصدر هذا الإرهاب لا فروعه.. فارتباط هذه المجموعات بإيران من خلال التمويل أو التدريب أو أي وسيلة دعم أخرى هو أمر لا يتفق مع خطاب إيران الداعي لعلاقات حسنة مع دول الخليج، كما أنه يعتبر خرقا لتعهدات إيران في اتفاقها مع المجتمع الدولي. ثالثا ورابعا وخامسا وسادسا، لا يمكن تحقيق أي نصر في الحرب العالمية ضد تنظيم داعش ما دامت هذه المجموعات الإرهابية الموالية لإيران موجودة بقواتها المسلحة على الأرض وترفع الشعارات الطائفية في الطرقات، التطرف ينجب التطرف المضاد، والصرخة الطائفية تخلق الصرخة الطائفية المعاكسة، وهكذا يعيش حزب الله على داعش ويعيش داعش على حزب الله. سابعا وثامنا وتاسعا، أن وجود مليشيات مسلحة على طريقة حزب الله وتحويراته فيها الدمار والمهانة لأي دولة عربية وهي علة باطنية تهدم مبادئ السيادة، فها هو لبنان اليوم بلا رئيس لا تستطيع حكومته أن ترفع براميل الزبالة من الطرقات بعد أن شل حزب الله إرادته العنيدة، وها هو العراق العظيم اليوم تقوده حكومة بلا رأس حقيقي وتعجز عن تشغيل الكهرباء في عز الصيف اللاهب ويخطط معارك جيشه جنرال إيراني، وها هي سوريا غارقة في بحار الدم بعد أن كانت تحلم بالحرية والعدالة بعد أن اقتحم حزب الله الأراضي السورية بتوجيهات من إيران ليشعل حربا طائفية مرعبة لا يعلم نهايتها إلا الله.