لاقت جريمة المستوطنين، التي وقعت في قرية دوما جنوب مدينة نابلس، بإحراق عائلة فلسطينية أسفرت عن احتراق طفل رضيع (18) شهرا، ثم وفاة والده بعده بأسبوع، ومازالت والدته وشقيقه يرقدان في العناية المركزة، استنكارا فلسطينيا وعربيا ودوليا واسعا، واستحوذ على اهتمام كبير من كافة وسائل الإعلام العالمية، ومؤسسات حقوق الإنسان، والمراكز الأكاديمية والجامعات والتي طالبت باعتبار الفعل إرهابا يستوجب تقديم فاعليه للعدالة بشكل عاجل وفوري. وفي كشف جديد للجريمة، أكدت المصادر الفلسطينية أن المستوطنين بعد حرق عائلة دوابشة قاموا بأداء رقصات تلمودية حولها والنار تشتعل فيهم، مؤكدة أن المستوطنين اختاروا منزل عائلة دوابشة بدقة وكان هدفهم القتل مسبقا، وقالت المصادر إن هذه الحقائق والشهادات سترفق للملف الذي قدم لمحكمة الجنايات الدولية، حيث تقدم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، بتقرير إلى المحكمة الجنائية الدولية يتعلق بجريمة حرق المستوطنين لمنزل عائلة دوابشة. الصحافة الأوروبية علقت على وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ووزير جيشه، موشيه يعالون، جريمة دوما ب«العمل الإرهابي»، بأنه لا يكفى، لأن عليهما الذهاب إلى أبعد، وأن يسألا نفسيهما بشأن المأساة التي لا تنفصل عن السياسة التي يتبعانها، وأن هذا الاعتداء الذي حرق فيه طفل حي وقضى على والده وخلف والدته وشقيقه بين الحياة والموت يرتبط بطريقة أو بأخرى بمواصلة السياسة الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة، وأشارت وسائل الإعلام العالمية إلى أن هذه السياسة هي التي تم الاستناد إليها في إعادة انتخاب نتنياهو من جديد، في مارس الماضي، لولاية رابعة على رأس حكومة من اليمين واليمين المتطرف تدعو بشكل رسمي إلى التوسع ودون توقف لإنشاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية بشكل لم يتم تبنيه من قبل أي حكومة إسرائيلية. من جهتها، دعت منظمات حقوق الإنسان إلى معاقبة المسؤولين عن جريمة حرق المستوطنين الإسرائيليين لعائلة فلسطينية، وقالت إن هذه الجريمة ستؤدي كما أدى العدوان الإسرائيلي الصيف الماضي على قطاع غزة، إلى تصعيد واتساع حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل. وسائل الإعلام الاجتماعي من جهتها امتلأت بمشاهد وتعليقات مستنكرة لجريمة دوما، داعية لاتساع رقعة مقاطعة إسرائيل، مؤكدة أن موجة تحرك شعبي تجري حاليا في الولاياتالمتحدةالأمريكية تجري حاليا بشان مقاطعة إسرائيل، وذلك بعد نجاح حملة المقاطعة من أوروبا. وفي محاولة إسرائيلية فاشلة لتجميل الوجه القبيح لها وتجنب تبعات الغضب الدولي، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعة مستوطنين متهمين بالتورط في جريمة حرق عائلة دوابشة. والشعب الفلسطيني يقول هذا لا يكفي يجب على قوات الاحتلال إنهاء الاحتلال البغيض من الأراضي الفلسطينية ويجب إعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإنشاء دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس وبدون ذلك لن تنفع التصريحات الإسرائلية الكاذية والاعتقالات المفتعلة ضد المستوطنين.