رأى أستاذ التربية الدكتور نجم الدين الأنديجاني، أن المناهج الدراسية تتسم بتوصيف محدد ومقر من قبل المجالس العلمية والأكاديمية ولجان تعمل على مراجعة كل هذه المناهج، وبالتالي فإنه لا يوجد أي خلل في هذه المناهج ولكن تبقى المشكلة في تنفيذ هذه البرامج من قبل المعلمين الذين للأسف البعض منهم يخرج عن نطاق التوصيف المحدد ويضع له منهج جديد يعلم فيه طلبته، وبالتالي فإن هذه الاجتهادات الفردية تعمل على غسيل أدمغة الطلاب في متابعة فكر غير منهجي. وأشار إلى أن معلمي التربية الإسلامية معدون بشكل ممتاز من الناحية الأكاديمية إلا أن البعض منهم يخرج عن نطاق المنهج ويضع لنفسه أجندات خاصة وهذا قد يؤدي ويمهد لزرع فكر منحرف، خصوصا أن الطلاب في مرحلة العقلية الطازجة والجاهزة لتلقي المعلومات فإن أي غسيل يجرى لهذا المخ يكرس في الذهن الأفكار المخدوعة، داعيا لضرورة تفعيل دور الإشراف التربوي بحيث لا تكون المراقبة على المعلمين وكأنها تحر وتقص، بل المطلوب التأكد من الطلاب أنفسهم بأن كل ما يتلقونه من المناهج هو وفق التوصيف المحدد وذلك باختيار عينة عشوائية من الطلاب، دون أن يعرف المعلم أن هناك مراقبة غير مباشرة للتأكد من عدم خروجه عن سير التعليم المحدد، وفي حالة رصد أي معلم لا يلتزم بالمنهج فلابد أن يحاسب ويحرم من مهنة التعليم، وأكد على دور الأسرة في تهيئة الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة بما ينجسم مع متطلبات المرحلة، وضرورة مشاركتهم في الحوار وتبني الآراء، وإحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبذلك نضمن سواعد وأجيالا تشارك في مواكبة التنمية وبناء الوطن، فالشباب هم الحصن القوي للوطن وأمل الغد، وعليهم أن يحملوا الأمانة وأحداث التنمية المستقبلية على أعناقهم ليظل هذا الوطن بحضارته وتكاتف أبنائه رمزا أمام العالم على قوته وعظمة تاريخه وحاضرة ومستقبلة، والخارجون عن الطاعة لا يمثلون إلا أنفسهم، وللأسف كم من الشباب وقع في فخ النداءات المضللة التي تغري الشباب وتدعوهم تحت مسمى الجهاد وهم يخالفون الله والشرع لتحقيق مقاصدهم وأهدافهم المغرضة. ويتفق أستاذ علم الاجتماع التربوي البروفيسور محمود كسناوي مع الرأي السابق ويقول: جميع المناهج التعليمية متطورة وتمت مراجعتها وتحديثها من قبل لجان علمية متخصصة، وبالتالي هي خالية من أي حشو يؤدي لفكر منحرف، ولكن المشكلة هي في تطبيق هذه المناهج، فالبعض من المعلمين وخصوصا المتشددين للأسف يفرضون اجتهادات لا علاقة لها بالمنهج وهنا يحدث الخلل ويتأثر من يتأثر، خصوصا أن العقول تكون في مرحلة النضج وتكون قابلية التأثير كبيرة لاسيما إذا توافقت البيئة المنزلية مع توجهات واجتهادات المعلمين الخارجة عن الحدود، وشدد على ضرورة أن لا يقتصر دور الإشراف التربوي على حضور الحصص بل التأكد أيضا من أن كل ما يتلقاه الطلاب والطالبات هو من المنهج وأنه لا توجد أي اختراقات أو اجتهادات تؤثر على بناء شخصية الأبناء، مع التأكيد على تنشئة الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة وإعطائهم مساحات من تبادل الأفكار لتحصينهم من الوقوع ضحايا على أيدي الآخرين. من جانبها، شددت الأخصائية الاجتماعية نوال الغامدي على ضرورة تفعيل دور الإشراف التربوي في المدارس، موضحة أن المناهج وضعت بمعايير علمية تواكب التوجهات التربوية وليس فيها أي أفكار تمهد لبناء شخصيات منحرفة، مشيرة لضرورة تكثيف المراقبة على المعلمين والتأكد من عدم خروجهم عن المناهج، وذلك باختيار عينات عشوائية من الطلاب والطالبات للتأكد من أن ما يتلقونه هو وفق المنهج المحدد.