يبحث الوحداويون عن إعادة ترتيب بيتهم المتصدع في السنوات الأخيرة من الداخل، بعد أن عصفت به الخلافات الشرفية ونالت منه الانقاسامات بين كبار رجالاته في السنوات الأخيرة، ورغم الخروج الصعب من نفق الأولى والعودة إلى الأضواء إلا أن فرسان مكة ما زالوا بعيدين عن مأمن العودة إلى دوري المظاليم وترسيخ أقدامهم بين محترفي جميل، وهو ما أدركته إدارة الرئيس هشام مرسي التي على ما يبدو استشعرت ألا ثبات للوحدة إلا بالوحدة بين أقطابه وأطيافه. وخلال الايام الماضية سعى إلى لملمة خلافات شرفيي النادي ومد جسور التواصل ويعكف على ذلك -على حد تعبيره- رغبة منه في وضع حد للأزمات المتكررة وتحقيق الاستقرار للنادي. ويبدو أن تباشير ذلك بدأت بالاستعداد للموسم إذ استهل على غير العادة، بانضمام تام لجميع اللاعبين، وانخرطوا في معسكر إعدادي في القاهرة بدءا من اليوم الرابع في شوال، خاض خلالها 3 مباريات ودية أمام الاسماعيلي وحرس الحدود ونادي احد وتعاقد مع 3 لاعبين أجانب هم الاوروغوياني ادوفولدو ليما والتونسي زهيرالذوادي والمدافع السوري جهاد الباعور. ورغم ان ادارة النادي تواجه تحديا صعبا في إيجاد حلول لشكاوى 27 لاعبا أجنبيا ومحليا، إلا أنها وبحسب النقاد تبدو مجتهدة نحو الوصول الى حلول منصفة للجميع، رغبة في دخول الدوري بقوة وبحضور مميز ومختلف عن الآخرين. ضيق الوقت يقول مدير الكرة السابق ونجم الوحدة التاريخي عبدالله خوقير: مع الاسف الشديد الادارة الحالية جاءت متأخرة، وهذا الامر ليس بيدها في وقت كانت الظروف صعبة للغاية من شكاوى من اللاعبين بملايين ورواتب متراكمة ومتطلبات مرحلة مهمة، فالدوري على الابواب ومع ذلك اجتهدت من خلال اقامة معسكر خارجي في مصر وبعض الصفقات، منها التعاقد مع التونسي زهير الذوادي لاعب نادي الافريقي الذي أراه جيدا ومفيدا، وهو مكسب للوحدة والفريق يحتاج الى لاعبين محليين في خانة الظهير الايمن والايسر ومركز الوسط. وأشار خوقير الى ان رحيل عساف لن يؤثر على سير الفريق فالوحدة لا تقف على لاعب بعينه فهناك لاعبون كثر رحلوا من انديتهم وبقيت تلك الاندية شامخة وخصوصا ان اللاعب لم تكن لديه الرغبة في الاستمرار وهذا حق مشروع في عالم الاحتراف ولكن في المقابل لدينا الحارس احمد الفهمي ثقتنا فيه كبيرة وسبق ان قدم مستويات جيدة نالت رضى الجماهير الوحداوية. الاستقرار مطلب يرى اللاعب السابق محمد وزقر أن المحافظة على الجهازين الفني والادارة مطلب، وسيكون لها بالغ الاثر في نفوس اللاعبين لأن هذا الطاقم حقق نتائج ومشرفة في الدرجة الاولى منذ ان تولى المهمة وصعد بالفريق ل«جميل». وقال: هو عمود ارتكاز النجاح، والفريق يحتاج الى عناصر محلية في منطقتي الدفاع والوسط كما أن دور أعضاء الشرف يجب أن يبدأ من هذه اللحظة في توفير ميزانية الموسم حتى لا تعصف بنا المشاكل في منتصف الطريق ونتعرض لمشاكل يصعب حلها يدفع الفريق الثمن غاليا فقد علمتنا التجارب السابقة ان التخلي عن المسؤولية من البداية يولد مشاكل ومتاعب للفريق في منتصف الدوري. ويتفق معه رئيس رابطة اللاعبين القدامى دخيل عواد الذي قال إن الخطوات الاولى للإدارة، توحي بأنها في الطريق الصحيح من خلال الابقاء على الجهازين الاداري والفني وجلب 3 لاعبين اجانب قبل بداية الموسم وتواجد رئيس النادي هشام مرسي بجوار اللاعبين في معسكرهم، يشعرهم أن الادارة قريبة منهم والعمل الذي تقوم به جيد، ولكن لابد أن يكون متوازنا مع البحث عن دعم شرفي يوفر سيولة مادية فنحن في بداية الموسم والوحدة تحتاج الى تكاتف كافة الشرائح الوحداوية من اجل التغلب على المشاكل التي تواجهنا وهى كثيرة وكبيرة لن تستطع الادارة حلها منفردة. وعن رحيل عساف القرني اشار الى ان الحارس الحالي احمد الفهمي لديه الخبرة الكافية وهو لا يقل مستوى عن أي حارس آخر وثقتنا فيه كبيرة وانا اعتقد ان هذه ليست مشكلة فنية يصعب تجاوزها. بدوره قال المتحدث الرسمي ومدير المركز الاعلامي هاني حجازي ان إدارة النادي تسلمت المهمة الرسمية في 18 رمضان، وهي حضرت جيدا لمرحلة الاستعداد ودرست أوضاع النادي من كافة الجوانب قبل استلام المهمة بأسبوعين، نعم الوقت ضيق والمهمة صعبة ولكن كما يعرف الجميع نحتاج إلى عمل منظم يسهم في ثبات الوحدة، لدينا 27 شكوى ما زالت مقلقة لنا ورواتب متراكمة، والادارة تعمل حسب الاولوية وتسعى لتسليم الرواتب المتراكمة وجلب لاعبين محترفين. ولفت إلى أنه «تمت التسوية مع 9 لاعبين من بين 27 لاعبا، وما زلنا نعمل على حل هذه المعضلة على وجه السرعة، بتوفير كافة الدعم المادي والمعنوي لكافة فرق النادي».