أوضح الخبير الاقتصادي المستشار محمد الشميمري أن هناك عدة عوامل طرأت على السوق العالمية وتسببت في إحداث أضرار على أسعار النفط، مشيرا إلى أن الإطارات الشهرية والأسبوعية تدعم نزول السعر إلى مستويات أقل ما يجعله مواجها لأكبر هبوط شهري منذ الأزمة العالمية في عام 2008. وأضاف: أبرز الأسباب التي غيرت أسعار النفط تمثلت في دخول إنتاج النفط الإيراني خلال أيام ليضاف إلى الإنتاج العالمي حوالي نصف مليون برميل قبل أن يبدأ الإنتاج في الارتفاع أكثر مع نهاية العام الميلادي الجاري وبداية العام المقبل، يأتي ذلك متزامنا أيضا مع بيانات اقتصادية ضعيفة عن الصين في ظل استمرار وتيرة أداء الدول المنتجة. وتطرق إلى الجانب الفني بقوله: الاتجاه يدعم الهبوط؛ أكثر خاصة على الإطارات الكبيرة؛ ما يجعلنا نميل إلى استمرار الهبوط لكن على فترات متقطعة، وبالتالي فإن نفط «نايمكس» أمامه مستويات فنية ارتد منها السعر عن مستويات تتراوح بين 45 - 46 دولارا للبرميل، وفي حال كسر هذه المستويات فإنه سيكون أمام منطقة دعم قوية تتمثل في مستويات 42 دولارا، وهو المستوى الأدنى الذي بلغه منذ عدة أعوام خلال شهر مارس الماضي، وبالتالي فإن قوة ارتداد السعر ستبقى مشروطة بتغير الاتجاه. وأضاف: بالنسبة لنفط «برنت» فإن مستويات الخمسين دولارا تعد مستويات نفسية بالنسبة للمتداولين، الأمر الذي يجعل منه منطقة ارتداد مستمرة للسعر، ولاحظنا ذلك من خلال صعود المؤشر مبتعدا عن مستويات ال 49 دولارا التي وصل إليها قبل يومين. وعن إمكانية تدخل منظمة «أوبك»، قال: إن أي تقليص من الإنتاج سيكون نسبيا وليس كبيرا، باعتبار أن موقف المنظمة يدعم التركيز على الحصص السوقية بغض النظر عن الأسعار، لذلك لن تلجأ على الأقل في الوقت القريب إلى إجراء الخفض بطريقة تؤثر على السعر مباشرة. وأفاد أن إجماع غالبية المتداولين على احتمالية رفع سعر الفائدة خلال شهر سبتمبر المقبل كان له أثر سلبي على النفط، باعتبار أنه يأخذ حركة عكسية تقريبا مع عملة الدولار الأمريكي. احتباس وتلوث على صعيد آخر، كشف صندوق النقد العربي أمس في دراسة أعلنها بأن عملية إنتاج النفط والغاز الصخريين ينجم عنها انبعاثات عالية من ثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات الأخرى التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض وتؤدي إلى تلوث البيئة والمياه الجوفية وإحداث انزلاقات بالصخور في باطن الأرض. وتؤكد المعطيات الحالية لأسواق النفط العالمية ارتفاع كلفة إنتاج النفط والغاز الصخريين نتيجة الانخفاض في أسعار النفط الخام، إلى جانب تسبب عمليات الاستخراج في استهلاك كميات كبيرة ما يجعل من إنتاجه في الدول ذات المصادر المائية المحدودة غير مناسب. وأشارت الدراسة إلى أن النفط الأحفوري المستخرج من الأراضي اليابسة المتوفر بكميات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وروسيا يعد منافسا عالميا من حيث تكاليف الإنتاج والنقل مقارنة بالنفط الصخري. وكانت الدراسة قد تناولت تنامي ظاهرة النفط والغاز الصخريين وعمليات استخراجه وأثرهما على أسواق النفط العالمية، وعلى الإنتاج والاستهلاك العالمي من النفط الخام، وعمليات استخراجه، إلى جانب الآثار البيئية الناجمة عن استخراج النفط والغاز من الصخور الرسوبية، والاستراتيجية الأمريكية حول أمن الطاقة. وتطرقت إلى حجم الاحتياطيات، وترتيب الدول حسب الاحتياطيات العالمية من النفط والغاز الصخريين، وعرضت بيانات الإنتاج والاستهلاك العالمي من النفط الاحفوري والصخري والاستهلاك العالمي والأمريكي لموارد الطاقة حسب القطاعات الاقتصادية، موضحة عناصر تكلفة إنتاج النفط الصخري مقارنة مع بعض أنواع النفوط الأخرى لعدة دول، وأسعار النفط والغاز الأحفوري والصخري والعوامل التي أسهمت في تقلبات أسعار النفط، والتأثير المباشر وغير المباشر للغاز الصخري على صناعة البتروكيماويات في الولاياتالمتحدةالأمريكية عند زيادة إنتاج الإيثان.