شهد الاقتصاد العالمي منذ بداية النصف الثاني من عام 2014 هبوطاً في أسعار النفط الخام، جراء عوامل عدة منها: تراجع معدّلات النمو الاقتصادي العالمي، وطفرة النفط الصخري، وانخفاض معدّل نمو الاقتصاد العالمي العام الماضي، وسجَّلت الولاياتالمتحدة الأميركية ارتفاعاً في إنتاج النفط الصخري. وفي ضوء ذلك قام صندوق النقد العربي بإعداد دراسة حول تنامي ظاهرة النفط والغاز الصخريين، وأثرهما على أسواق النفط العالمية، وكذلك على الإنتاج والاستهلاك العالمي من النفط الخام. وأوضحت الدراسة كذلك عناصر كلفة إنتاج النفط الصخري مقارنة مع بعض أنواع النفط الأخرى لدول عدة، وأسعار النفط والغاز الأحفوري والصخري، والعوامل التي أسهمت في تقلبات أسعار النفط، والتأثير المباشر وغير المباشر للغاز الصخري على صناعة البتروكيماويات في الولاياتالمتحدة الأميركية عند زيادة إنتاج الإيثان. وخلصت الدراسة إلى أن عملية إنتاج النفط والغاز الصخريين ينجم عنها انبعاثات عالية من ثاني أوكسيد الكربون وغيرها من الغازات الأخرى التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري للأرض، وتؤدي إلى تلوث البيئة والمياه الجوفية، وإحداث انزلاقات بالصخور في باطن الأرض. وقالت: «إنه ضمن المعطيات الحالية لأسواق النفط العالمية فإن عملية إنتاج النفط والغاز الصخريين ذات كلفة مرتفعة نسبياً في الوقت الراهن، نتيجة الانخفاض في أسعار النفط الخام». وبينت الدراسة مدى الانعكاسات على الموارد المائية بسبب استهلاك كميات كبيرة من المياه خلال عملية استخراج النفط والغاز الصخريين، وبالتالي فإن إنتاج النفط والغاز الصخريين في الدول ذات المصادر المائية المحدودة غير مناسب، إضافة إلى أن النفط الأحفوري المستخرج من الأراضي اليابسة المتوفر بكميات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط وروسيا يعد منافساً عالمياً من حيث تكاليف الإنتاج والنقل مقارنة بالنفط الصخري. وتضمَّنت الدراسة وفق بيان صحافي صادر عن الصندوق أمس فصول عدة تناولت عملية استخراج النفط والغاز الصخريين من الصخور الرسوبية في باطن الأرض وأهم خصائصهما، إضافة إلى كمية المياه والمواد الكيماوية المستخدمة في استخراجهما، مبرزة كذلك الآثار البيئية الناجمة عن استخراج النفط والغاز من الصخور الرسوبية، والاستراتيجية الأميركية حول أمن الطاقة. من جانب آخر، تناولت الدراسة الاحتياطات العالمية من النفط والغاز الأحفوري والصخري، وترتيب الدول بحسب الاحتياطات العالمية من النفط والغاز الصخريين، وعرضت بيانات الإنتاج والاستهلاك العالمي من النفط الاحفوري والصخري والاستهلاك العالمي والأميركي لموارد الطاقة بحسب القطاعات الاقتصادية. يذكر أن صندوق النقد العربي منظمة عربية مالية أُنشئت من الدول العربية في عام 1976 بغرض الإسهام في تصحيح الاختلال في موازين مدفوعات الدول الأعضاء واستقرار أسعار الصرف بين العملات العربية، وتحقيق قابليتها للتحويل والعمل على إزالة القيود على المدفوعات الجارية. ويوفر الصندوق الدعم لدوله الأعضاء من خلال وسائل عدة أهمها تقديم القروض والتسهيلات الائتمانية لتصحيح الاختلال في موازين المدفوعات لدعم برامج التصحيح الاقتصادي وبرامج الإصلاح المالي والنقدي والمصرفي، وتوفير المعونة والمشورة الفنية في مجالات اقتصادية ومالية ونقدية، وإصدار تقارير ونشرات ودراسات اقتصادية وإحصائية، وبناء قدرات الكوادر الحكومية العربية من خلال برامج التدريب التي يعقدها معهد السياسات الاقتصادية في الصندوق.