وصف عبدالعزيز جباري مستشار الرئيس اليمني، حديث زعيم جماعة الحوثي الانقلابية عن إمكانية إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية بالمناورة السياسية الجديدة، الهدف منها خداع الرأي العام اليمني والعالمي، لاسيما بعد أن منيت ميليشيات جماعته بالهزائم في كثير من محافظات اليمن وخاصة محافظة عدن، التي تسيطر عليها القوات الحكومية الشرعية بعد طرد الميليشيات الحوثية منها. وأضاف جباري في تصريح ل«عكاظ»: إن هذا الحديث ما هو إلا خداع ومناورة، الهدف منها كسب الوقت كي يعيد الحوثيون تجميع أنفسهم من جديد بعد أن فرقتهم قوات الجيش المؤيدة للشرعية في عدن ولحج والضالع وتعز»، مشيرا إلى أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في اليمن يتمثل في الاعتراف بالشرعية التي اعترفت بها كافة القوى السياسية اليمنية ودول العالم، وغير ذلك ما هو إلا كذب وخداع. وأوضح جباري أن مثل هذه الدعوات يكررها الرئيس المخلوع علي صالح، الذي لا تهمه سوى مصلحته الشخصية في الوصول للحكم، ولولا ذلك لما وصلت الأوضاع في اليمن إلى ما هي عليه الآن. وأكد المستشار جباري أن زيارة نائب الرئيس ورئيس الحكومة المهندس خالد بحاح إلى محافظة عدن بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية، فرضتها الحاجة الملحة لإعادة الإعمار، وهو ما سيستمر العمل به في باقي المحافظات التي سيجري تحريرها إن شاء الله من قبضة جماعة الحوثي، التي كانت تتحجج بامتناع ميليشياتها عن الانسحاب من المدن والمحافظات اليمنية خوفا من فراغ أمني تسيطر عليه الجماعات المتطرفة. وتوقع جباري أن تعاود ميليشيات الحوثي استهداف المدن والمحافظات المحررة لاسيما عدن، وهو ما يتطلب من الجيش والقوات الأمنية اليمنية اليقظة والحذر لحماية أرواح اليمنيين. منوها إلى أن محافظتي تعز ومأرب ما زالتا تنتظران العون والمؤازرة من قوات التحالف العربي لدعم مقاومتهما في وجه الميليشيات الحوثية، التي لاتزال تخشى أن يلقى مصير المحافظتين مصير محافظة عدن المحررة، والتي لاتزال تعيش وضعا إنسانيا بالغ الصعوبة، بسبب تداعي البنى التحتية، وهو ما يحتاج إلى دعم ومساندة دول العالم إلى جانب المملكة التي قدمت وتقدم جهودا جبارة للإغاثة وإعادة الإعمار في عدن. مؤكدا أن الحكومة اليمنية تقوم على ترجمة الدعم الدولي وخاصة الدعم السعودي كعمل إغاثي ميداني يستهدف إيصال المساعدات إلى مستحقيها، والذين حرموا منها خلال الفترة الماضية بسبب سيطرة الحوثيين على شحنات الإغاثة الدولية. من جانب آخر، نفى جباري أن تكون التعيينات الأخيرة التي أصدرها الرئيس اليمني والقاضية بتعيينه مستشارا رئاسيا إلى جانب تعيين حيدر أبوبكر العطاس وأحمد عبيد بن دغر، قد جاءت لتكريس الشرعية ومحاصرة الانقسام، أو لأي تأويلات أخرى غير الحاجة إلى الخبرات اليمنية للعمل مع الفريق الرئاسي. وقال جباري: «العطاس كان رئيسا للوزراء منذ أكثر من عشرين عاما، وكذلك بن دغر الذي كان نائبا لرئيس الوزراء، وهما شخصيتان يمنيتان معروفتان بوطنيتهما وتضحياتهما للوطن، وقد جاء تعيينهما مستشارين كونهما يتمتعان بخبرة طويلة في العمل الحكومي. أما بالنسبة لي فلم أكن أتطلع للمنصب لولا إصرار الرئيس على تعييني مستشارا له، وفي النهاية لا تهمني المناصب بقدر ما يهمني الوقوف إلى جانب شرعية وطني ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، وهي الشرعية التي وقفت إلى جوارها دول الإقليم والعالم».