يبدو ان اقرب «الجهات المختصة» هناك لم تسمع بعد عن مركز كحلان القريب من محافظة تثليث البعيد عن بيشة بنحو 78 كيلومترا تقريبا.. منذ 33 عاما والمركز على حاله يحتضن ألفا من السكان كما يحتضن حزمة من الاهمال الكبير في مختلف المجالات الحيوية التي يحتاجها كل مواطن من كهرباء وماء وصحة واتصالات وأمن ودفاع مدني الى آخر المطلوبات. وتساعد عزلة كحلان بعض المخالفين في عبوره يوميا عبر الطرق الترابية المحيطة. حسن منيف القحطاني، محمد عائض وحسن عوض شرحوا حال المركز وقالوا: حياتنا صعبة بسبب افتقار المركز لأكثر الخدمات اهمية ولا يستطيع انسان الاستغناء عنها مثل الصحة.. فالوضع هنا سيئ للغاية فلا مركز صحيا في كحلان ويضطر المرضى السفر إلى تثليث وبيشة طلبا للعلاج مع ما في ذلك من كلفة مادية وبدنية ونفسية فالطريق الموصل الى المدينتين كثير الحوادث المميتة فضلا عن المسافة الطويلة ذهابا وعودة. شقق مفروشة يقول عائض كلثم وهادي كلثم القحطاني ان السكان يعانون كثيرا من عدم وجود مركز صحي حيث تكثر خصوصا في مثل هذه الأيام حوادث لدغات الأفاعي والعقارب السامة التي تحتاج إسعافا عاجلا لخطورتها، كما ان النساء الحوامل يعانين اشد المعاناة في ساعات المخاض، وفي مثل هذه الحالات يضطر اهالي كحلان الى استئجار شقق مفروشة لحين تضع الام وليدها وكل ذلك خوفا من خطر الطريق وبعد المستشفيات، ولعل ذلك يحرك وجدان ومشاعر الجهات المختصة لإنشاء مركز صحي بات مطلبا حيويا ومحوريا يضعه الاهالي على طاولة وزارة الصحة لعلها تتحرك وتتفهم معاناة المسنين والاطفال والعجزة والمرضى. طريق التهريب عائض معيض يفتح ملف الامن في المركز معربا عن امله في انشاء مركز للشرطة وآخر للدفاع المدني فالمنطقة المحيطة بالمركز كما يقول ينشط فيها تهريب المخالفين لنظامي الاقامة والعمل وحدثت من قبل اعتداءات على المنازل وحظائر الاغنام من قبل مجهولين واستغل المجهولون عدم وجود مراكز امنية في ارتكاب جرائمهم مستغلين ايضا ظلام المركز وعدم وجود خدمة تيار كهربائي حيث ينشطون ليلا في جنح الظلام. ويؤيد عايض انشاء وحدة للدفاع المدني في كحلان لمباشرة الحوادث المرورية التي تقع على طريق بيشة/تثليث والحرائق ويناشد عايض الجهات المعنية بالنظر في وضع المركز والموافقة على إنشاء مركزين للشرطة والدفاع المدني حتى ينعم المواطنون بالأمن والأمان كباقي المراكز والقرى. تسخين الماء فهد محمد الشايب ومحمد عائض جازع القحطاني تناولا امر خدمة المياه باعتبارها شريان الحياة لكل مدينة ومركز وقرية وبدونه يفنى كل شيء، وأهالي كحلان ومنذ زمن طويل مصدرهم الوحيد لجلب المياه هي بئر ربما تجف في أي لحظة مع العلم أن البئر غير صالحة للشرب لكن معظم الأهالي يقومون بتسخين مائها من ثم تركها لتبرد لتكون صالحة للشرب. ويضيف الشايب والقحطاني ان بعض الاهالي اضطروا لشراء ناقلات صغيرة للمياه لجلب الماء من تثليث. واستبشر الناس في وقت سابق بانتهاء معاناتهم بسبب مرور مشروع «الوجيد» الذي ينقل المياه الربع الخالي إلى بيشة مرورا بتثليث وكحلان.. لكن الفرحة لم تتكمل فما زال المواطنون في حالة انتظار. أعطال ووقود على الاتجاه ذاته يمضي رميح فهد ويقول: سئمنا من لهيب وحرارة الصيف وجفاف وبرودة الشتاء على مدى 33 عاما في ظل غياب الكهرباء وننتظر الخدمة بحلم كبير ونأمل من المسؤولين في المحافظة تسجيل زيارة ميدانية للمركز ليقفوا بانفسهم على حجم المعاناة والصعاب، مشيرا في الوقت ذاته الى ان الجهات المختصة لم تسمع اصلا بمعاناة كحلان. ولمزيد من الشرح يضيف فهد: اشترينا مولدات كهربائية لتسهيل الحياة الصعبة إلا أن الأعطال المتكررة وندرة الوقود كبدتنا خسائر كبيرة لا نقوى عليها، ويحزننا أن كل من يسلك طريق بيشة/تثليث ويمر بمركز كحلان لا يشاهد إلا إضاءات قليلة للسرج في بعض المنازل. ويختم محمد معيض القحطاني بفتح ملفات السفلتة ويقول: الرمال تزحف بشدة الى الطرق الداخلية وغيرت ملامحها، كما أن سحابة الغبار التي تغطي المكان كل يوم سببت الكثير من المتاعب الصحية للناس نظرا لقرب تلك الطرق من المنازل، بالاضافة إلى صعوبة هذه الطرق في مواسم الأمطار بسبب تجمعات المياه وبقائها لفترة طويلة، ولا سبيل امام السكان الا البحث عن الخيارات البديلة والصعبة.