عصفت البيانات الأخيرة التي ظهرت على الاقتصاد الصيني بالتوقعات المتفائلة بتحسن أسعار النفط خلال الربع الثالث من العام الميلادي الجاري، أو بقائها عند مستويات يتماسك فيها السعر بضعة أسابيع لتظهر موجة تشاؤم تدعم انخفاض السعر لمستويات جديدة، في ظل الضغوط التي طرأت على السوق النفطية، ورجحت من هبوطه إلى مستويات جديدة لم يصل إليها منذ سنوات. يأتي هذا بعد أن تعرضت الأسهم الصينية التي تبلغ قيمتها السوقية 4.6 تريليون دولار أمس لخسارة فقد فيها المؤشر 10 في المئة لتزيد من مخاوف المستثمرين على حجم طلب الخام، باعتبار أن الصين تعد واحدة من أكبر المستهلكين للسلع الأولية في العالم. وحول هذه التفاصيل قال كبير المحللين في إحدى شركات البورصة رائد الخضر: بصراحة لن أكون متفاجئا إذا شاهدنا المزيد من تراجع أسعار النفط، ولا أبالغ إذا قلت إن التوقعات بدأت تميل حاليا إلى حدوث انخفاضات حادة تقود سعر نفط برنت لاختبار مستويات 45 دولارا للبرميل كحد أول. وأضاف: أن المعطيات الراهنة تدعم دراسة أجريت في وقت سابق عن السوق النفطية تؤكد بأن السعر ربما لن يشهد تعافيا واضحا إلا بعد أن يمر بمستوى 38 دولارا للبرميل، وأكثر ما يدعم هذا الأمر يتمثل في غياب نشاط الطلب وعدم وضوح وضعه إلى ما قبل منتصف عام 2016م. وعن إمكانية اتخاذ منظمة «أوبك» لقرار قد يصحح من المسار السعري، قال إن «أوبك» أكدت امتلاكها لنظرة مستقبلية تشدد على تحسن الطلب دون أي تدخل منها لخفض سقف الإنتاج، ما يشير إلى أن هناك تشبثا من قبل المنظمة بمستويات الأسعار الحالية حتى ترتفع تلقائيا وفقا للمعطيات الاقتصادية العالمية المدعومة بتحسن مستويات التضخم. وزاد في هذا الجانب بقوله: من المستبعد مشاهدة تدخل من المنظمة حتى لو تراجعت الأسعار، في ظل إظهار عدد كبير من الأعضاء لتأقلمهم وارتياحهم من حركة تغير السعر في سوق النفط العالمي. وأفاد أن مستويات التماسك السعرية دخلت الآن في مرحلة قلق بالنسبة للمستثمرين، الأمر الذي يزيد من احتمالية زيارة السعر لمستويات منخفضة أكثر خلال الفترة القريبة المقبلة، مشيرا إلى أن البيانات الاقتصادية الصادرة في هذا الأسبوع ستعطي صورة أوضح. ومضى يقول: يجب أن ندرك أن الضغوط ما زالت مستمرة على النفط في ظل تباطؤ الاقتصاد الصيني وتعرضه في أكثر من مرة إلى التراجع، بالإضافة إلى ارتفاع التكهنات بشأن رفع سعر الفائدة على الدولار الأمريكي قبل نهاية العام الجاري إلى جانب فرط الإمدادات النفطية في السوق، وتوقعات بشأن زيادتها خلال فترة مقبلة يصاحب ذلك وجود طفرة في النفط في بريطانيا أسهمت في رفع مستويات النشاط الصناعي الإجمالي هناك. وختم حديثه قائلا: إن مؤشرات الضغط على أسعار النفط ستقود المؤشر نحو الأسفل في ظل عدم تحسن مؤشرات الأسعار العالمية. وسجل سعر خام برنت أقل مستوياته منذ فبراير الماضي بعدما بلغ مستوى 52.28 دولار ليصل إجمالي خسائره إلى نحو 18 في المئة، مندفعا بحسب تقديرات المحللين لتسجيل أطول موجة خسائر يومية منذ عدة أشهر؛ بينما انخفض سعر الخام الأمريكي إلى 47.03 دولار للبرميل ويترقب المستثمرون جانبا من البيانات الاقتصادية الخاصة بالولايات المتحدة. وواصل الهبوط السعري للنفط بعدما أخذ وتيرة التسارع ارتداده السلبي على معظم أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط بفعل ضغط النتائج، خاصة للشركات المرتبطة بالقطاعات النفطية والبتروكيماوية. يشار إلى أن قلق المستثمرين من زيادة المعروض السوقي بشكل أكبر جاء بعد أن كشف بيانات اقتصادية جديدة عن توسع أمريكي في أنشطة الحفر والتنقيب عن النفط، ليصل عدد ما يتم تسميتهم ب «الحفارين النفطيين» إلى 21 حفارا نفطيا حتى نهاية الأسبوع الماضي في أكبر زيادة منذ شهر أبريل من عام 2014م.