سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مختصون: سوق النفط مقبلة على ارتفاعات قوية مدعومة بتراجع الانتاج الصخري تحقيق ل أسامة سليمان:الأسعار تتراجع بفعل نمو قياسي للمخزونات الأمريكية وارتفاع الدولار
واصلت أسعار النفط الخام في السوق العالمية تراجعاتها السعرية وانخفضت أسعار خام برنت والنفط الأمريكي وسلة "أوبك" متأثرة بتقارير اقتصادية عن ارتفاع المخزونات الأمريكية من النفط إلى جانب عودة الدولار إلى الارتفاع أمام العملات الرئيسية في العالم، في المقابل، ظهر مردود أقل تأثيرا لانخفاض الحفارات النفطية الأمريكية في السوق كما ذهبت مؤشرات تحسن الطلب إلى تسجيل نمو محدود. ويقول ل "الاقتصادية"، الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة "إن الانخفاضات الحالية طبيعية وتجيء في إطار تصحيح السوق لنفسها بنفسها بعد فترة سابقة من الارتفاعات المتوالية في أسعار النفط الخام". وأشار ديبيش إلى وجود مؤشرات قوية على تحسن مستوى الطلب العالمي وعلى سبيل المثال هناك بيانات اقتصادية ألمانية تؤكد تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 1.8 في المائة خلال العامين الحالي والمقبل مدعومة بانخفاض أسعار النفط الخام عالميا وزيادة الطلب الألماني عليه لتلبية أغراض التنمية الصناعية. وأوضح ديبيش أن طلب الصين على النفط الخام آخذ في النمو على الرغم من البيانات الاقتصادية المتأرجحة للاقتصاد الصيني خاصة فيما يتعلق بالنمو والركود، مشيرا إلى أن السوق الصينية تبدي اهتماما بالنفط الإيراني وهذا ما تعكسه بيانات عن نمو الواردات النفطية الصينية من إيران بقيمة 15 في المائة في الشهر الماضي إلى جانب تركيز طهران على تسويق نفطها في السوق الصينية بمجرد الإعلان عن قرب التوصل إلى اتفاق مع الدول الغربية ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة. وأوضح ماركوس كروج كبير المحللين في مؤسسة "ايى كنترول"، أن سوق النفط الخام مرشحة لارتفاعات مقبلة قوية في ضوء تراجعات حادة في مستويات إنتاج النفط الصخري الأمريكي وكل أشكال النفط الضيق بسبب تنامي الأعباء المالية وتعرضها لخسائر فادحة وعدم الجدوى الاقتصادية حال استمرارها. وأشار كروج إلى أن الانخفاضات الحالية هي نتيجة عوامل ليس لها تأثير طويل في السوق منها ارتفاع المخزونات وتنامي قوة الدولار الأمريكي لكن عوامل الارتفاع أقوى وأشمل وتأثيرها أطول في مداه. وأضاف كروج أن "تقلص المعروض يرجع في الأساس إلى انخفاض الإنتاج الأمريكي وتعطل بعض من الإمدادات في الشرق الأوسط بسبب الصراعات السياسية خاصة الإنتاج الليبي والعراقي وأخيرا الإنتاج اليمني الذي فقد أكثر من 50 في المائة بسبب الصراعات الداخلية في البلاد". وذكر كروج أن التحركات المكثفة الحالية بين دول "أوبك" مؤشر جيد على التفاعل الجيد بين الدول الأعضاء في المنظمة ويبشر باتخاذ موقف جيد في الاجتماعات الوزارية المقبلة كما سيسهم سيمنار "أوبك" الذى سيعقد قبل الاجتماعات الوزارية في التوصل إلى مزيد من التفاهمات بين كبار المنتجين في "أوبك" وخارج "أوبك". من جهتها، تقول بيتيا ايشيفا المحللة البلغارية، "إن تقلص العرض ونمو الطلب سيكون سمة أساسية في سوق النفط في المرحلة المقبلة"، مشيرة إلى أن تقرير "بي.بي" يتوقع الوصول إلى حالة التوازن بين العرض والطلب قبل نهاية العام وكل المؤشرات الاقتصادية تصب في هذا الاتجاه. وأضافت ايشيفا أن "توالي تراجع النفط الأمريكي واضطراب عديد من مراكز الإنتاج في الشرق الأوسط خاصة ليبيا المتراجع إنتاجها إلى 400 ألف برميل يوميا مقابل 1.6 مليون برميل يوميا قبل عام 2011، علاوة على تعطل الإنتاج بصفة متكررة بسبب الاعتداءات على الموانئ النفطية، كل ذلك يؤكد أن حالة تضخم المعروض ستتراجع بشدة حتى لو استأنف النفط الإيراني ضخ إنتاجه في السوق". وأشارت ايشيفا إلى أن نمو الطلب في دول الاستهلاك الرئيسية يدعم سرعة تحقيق هذا التوازن إلا أن مشكلة المخزونات الأمريكية ووصولها إلى مستويات قياسية تبقى عنصرا معطلا لاستقرار وتوازن السوق حيث إنها تجذب الأسعار نحو الانخفاض. وعلى صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام النفط القياسي الأوروبي برنت أكثر من دولار أمس لتتجاوز 64 دولارا للبرميل بسبب تزايد المخاوف بشأن أمن إمدادات الشرق الأوسط. وبحسب"رويترز"، فقد ارتفع سعر برنت في العقود الآجلة تسليم حزيران (يونيو) 1.37 دولار إلى 64.10 دولار للبرميل، وزاد سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود حزيران (يونيو) 78 سنتا إلى 56.94 دولار للبرميل. وزادت أسعار النفط نحو عشرة دولارات للبرميل هذا الشهر بسبب المخاوف من احتمال تعطل الإمدادات فضلا عن مؤشرات على قوة الطلب العالمي، لكن بعض المستثمرين يقولون حاليا إن سعر الخام أعلى بكثير من المستوى الطبيعي. وقال كارستن فريتش كبير محللي النفط لدى كومرتس بنك في منتدى رويترز للنفط العالمي، إننا نعتقد أن أحدث زيادة كبيرة في السعر نتجت أساسا عن المضاربة، ولا تزال سوق النفط العالمية متخمة بالإمدادات، متوقعاً أن تشهد الأسعار تصحيحا عاجلا وليس آجلا. وأظهرت بيانات أمريكية أول أمس ارتفاع المخزونات النفطية 5.3 مليون برميل الأسبوع الماضي وهو ما يزيد على توقع المحللين في مسح حيث توقعوا بلوغ المخزونات 2.9 مليون برميل.