الظلام الذي يخيم على الأنفاق والطرق المؤدية إلى مركز حداد والقريع بني مالك جنوب محافظة الطائف وما نتج عنه من حوادث مرورية مؤلمة، زاد من مخاوف السكان وسالكي الطريق خاصة الحادث الأخير الذي أدى إلى مصرع شقيقين، ناهيك عن الإصابات شبه اليومية، فيما يلقي الأهالي باللوم على قدرة استيعاب الطريق للسيارات بشكل عام والشاحنات على وجه الخصوص، ما يهدد حياتهم ويرفع درجات معاناتهم، مطالبين بتنفيذ عاجل لمشروع توسعة الطريق وإنارة الأنفاق. ويؤكد عدد من أهالي المنطقة أن الوفيات والإصابات تتزايد وقت الأمطار وموسم الضباب الذي يغطي الطرقات ويوقف الحركة حتى اصبح ضحاياه المعلمون والمعلمات الذين يقطعون المسافات من الطائف وبني سعد الى بني مالك وهذا ما رصدته «عكاظ» خلال جولتها من اعداد كبيرة لسيارات نقل الطالبات والمعلمات على الطريق. وفي الوقت الذي تمثل قرى بني مالك مقصدا سياحيا للمصطافين والمتنزهين والباحثين عن الجمال والراحة، إلا أنها أيضا ما زالت تنتظر تدخل فرع هيئة السياحة لتطويرها والاهتمام بها في ظل الإقبال الكبير الذي تشهده القرى في الوقت الراهن والموروث التاريخي الذي تختزله قراها المختلفة وطبيعتها التي تنافس قريناتها في المحافظات المجاورة. وتعد بني مالك أكثر المراكز في المناطق الجنوبية من حيث المناطق الجميلة والمواقع الاثرية التي تحتوي على الحصون، حيث تؤكد الروايات من بعض القدامى انها تتجاوز (150) حصنا أثريا تم بناؤها على الطراز المعماري الجميل وما زالت تحافظ على صمودها وشموخها المستمد من سكانها، ما جعلها من المناطق الأثرية الجميلة التي يقصدها السياح، حيث ساهمت الحصون والقلاع التي تبنى على رؤوس الجبال في إضفاء جمال رائع بأشكالها الهندسية وألوانها الزاهية، أضفى الحجر الأبيض»المرو» عليها مناظر أجمل جعلتها ذكرى جميلة تحاكي الماضي عند أبناء المنطقة وسط مخاوف الكثير من السكان من اندثار هذا الجمال بسبب الاهمال. لكن المخاوف الاكثر من المصير المجهول الذي يعيشه طلاب وطالبات العلم بعد الثانوية في بني مالك الذي لا يزال غامضا ومحيرا للكثير من السكان وذلك بعد ان اصبح الرحيل اليومي الى الطائف للدراسة من الطالبات طريقا محفوفا بالمخاطر بسبب الانفاق التي تصطاد المسافرين وابناء وبنات المنطقة والتي كان اخرها مصرع شاب وشقيقته على الطريق ووسط النفق المظلم، على الطريق المؤدي الى بني مالك اقصى الحدود الادارية لمحافظة ميسان تنتشر قرى بني مالك ذات المناظر الخلابة والمباني الشامخة كشموخ سكانها تشكل عقدا فريدا من الجمال يعكر هذا الجمال نقص الخدمات. مصايد الأنفاق ويوضح المواطن عوض العاصمي أن الحوادث اليومية والمتكررة التي تشهدها الطرق المودية الى مركز حداد والقريع بني مالك اصبحت تزيد من مخاوف السكان وسالكي الطريق في تلك المراكز والقرى بعد ان شهد الطريق العديد من الحوادث بشكل يومي وذلك بسبب الظلام الذي يخيم على بعض الانفاق وكذلك عدم قدرة الطريق على استيعاب السيارات وخاصة الشاحنات التي تهدد حياتهم وهذه المعاناة يمكن القضاء عليها من خلال تنفيذ مشروع توسعة الطريق والانفاق بشكل خاص، مشيرا إلى أن حوادث الانفاق أصبحت تحصد الكثير من العائلات في ظل غياب الرصد لهذه السرعة التي تسببت في الحوادث حيث يرى أن هناك غيابا لدوريات المرور وأمن الطرق بالمنطقة، ما أدى إلى اعتماد الجميع وخاصة الشباب على السرعة الزائدة، مؤكدا أن الحلول الجذرية لإيقاف هذا النزيف الدموي تتمثل في توسعة الطريق وازدواجيته لما تشهده هذه الطرقات من توافد كبير للمسافرين والسياح والذين يقصدون المنطقة. ولا تختلف مطالب بني مالك عن سابقتها من القرى وخاصة في رفع المراكز الى محافظة لزيادة الخدمات في القرى وزيادة الجهات الحكومية حيث يؤكد شيخ بني عاصم الشيخ رشيد بن مساعد المالكي ان المواطنين في كافة قرى بني مالك يطالبون وبإلحاح برفع المركز الى محافظة كون ذلك يوفر الخدمات وزيادة الميزانيات للقرى والمراكز وهذا يجعل السكان يستوطنون ويعودون الى قراهم بما يسمى الهجرة العكسية. وقال المالكي: ما زالت الآمال معلقة والمطالب قائمة بترفيع هذه المراكز الى محافظة نستطيع من خلالها زيادة الخدمات ورفع سقف المطالب لتوفير خدمات بلدية وشبكات مياه للقرى. ويرى المالكي ان احتياج بني مالك يختلف حسب القرى والسكان، ولكن المطالب المشتركة لسكان القرى تتمثل في توفير شبكة المياه للقرى بوضع اشياب للمياه في مواقع نحددها ونقدمها لشركة المياه مقابل توفير هذه الخدمات، ويبقى توفير فروع للجامعات للطالبات مطلبا هاما حيث يضطر السكان للسفر او حرمان الطالبات من الدراسة وهذا نجده باعداد كبيرة في الكثير من المنازل حيث يتم حرمان الطالبات والمتفوقات من الدراسة لعدم قدرة الكثير من الاسر على الدوام اليومي للطائف والبعض لعدم قدرتهم على الانتفال للمحافظات لارتباطهم باعمال او لعدم قدرتهم على السكن والعيش في المدن. «حداد» الخطر وعندما تهم بالدخول الى مركز حداد بني مالك عليك ان تكون اكثر حذرا من قبل حيث ان الطريقة التي نفذ بها المدخل والميدان تجبرك على الدخول في خطر، فلا تعلم من أين سيأتيك الخطر بسبب عشوائية التنفيذ، والذي يهدد من يقصدون المركز لأول مرة حيث يرى السكان ان هذا المدخل صمم بطريقة غريبة وهذا يشكل خطرا ناهيك عن وجود عشوائية في وضع المحلات التجارية بجوار الورش ومحلات الحدادة والنجارة دون تحديد مواقع من قبل البلدية حتى يتم نقلها كغيرها من المواقع. انقطاع الكهرباء تشترك قرى جنوب محافظة الطائف في معاناة انقطاع التيار في وقت هطول الامطار وما يترتب على ذلك من بقاء المواطنين في الظلام لساعات طويلة حيث لا يزال الكثير من السكان يطالبون الشركة السعودية للكهرباء بحماية الخطوط والمولدات من العطل الذي يشهده السكان وقت هطول الامطار وهذه المعاناة متكررة منذ سنوات طويلة حيث يؤكد عبدالله المالكي ان الانقطاعات تزداد وقت هطول الامطار والضباب والرياح الشديدة التي تشهدها المراكز في اوقات مختلفة. نقص الإسعاف رغم خطورة الطريق والحوادث المتكررة والإحصاءات التي تسجلها الجهات المعنية للحوادث في الطريق بشكل يومي يرى الكثير من سكان قرى بني مالك ان المراكز الإسعافية قليلة جدا على الطريق السياحي حيث المسافات بين المراكز طويلة حتى اصبح سائقو السيارات وأصحاب المحلات التجارية المجاورة للطرقات هم المنقذون، وهذا يشكل خطرا على ارواح المصابين كون التعامل مع الحالات المصابة جراء الحوادث لا يتوفر في الكثير منهم.