أن تتربع على هرم السلطة في وطن عريق مثل العراق مهد لأقدم الحضارات، تمتد إلى آلاف السنين وشعب رمز للشجاعة والأصالة، أرضه أرض خير وعطاء، لابد من أن تكون نقي البذرة وطنيا بكل المقاييس.. غير أن العراق ابتلي بقيادات على شاكلة نوري كامل المالكي عميل الولاءات المجند الذي حول العراق بنزعاته من أغنى بلد عربي بالموارد، الى أفقر شعب.. وقاده تدريجيا نحو مستقبل مظلم تحت وصاية مشروع إيراني يتحكم في ثرواته، ومقدرات شعبه، وفتك بأمنه واستقراره واخترق نسيجه الوطني وأغرقه في وحل الحروب.. اختاره الغرب بتوصية من بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي، إثر سقوط النظام السابق في نيسان 2003م ليتصدر المشهد السياسي، متآمرا على أبناء جلدته، ليبث سموم الفرقة والعداء، وهم يدركون أنه عميل خائن، يحمل فصيلة دم مخالطة للمد الصفوي.. نوري كامل المالكي أو جواد المالكي، زعيم حزب الدعوة، أقدم حزب شيعي في العراق.. أزيح من رئاسة الحكومة بعد أن كشفت أوراق عمالته لنظام الملالي وقبل أن يعتلي سدة الحكم في بغداد قضى 8 أعوام في ضيافة طهران، يمارس دوره السياسي والاستخباراتي.. بعد فراره عام 1980م من حبل المشنقة في العراق، عقب قرار حظر بموجبه صدام حسين حزب الدعوة الذراع العسكري المنضوي تحت فيلق الحرس الثوري ثم انتقل إلى سوريا من طهران، ليكمل مهمته قبل أن يعود إلى بغداد. جواد المالكي قائد فرق الاغتيال في حزب الدعوة، عاد إلى أحضان نظام طهران، بعد توليه منصب رئاسة الوزراء في العراق 2006م، ولم يخف ولاءه وتواصل علنا بقادته السابقين في جمعية «هابيليان»، الاسم الحركي لعناصر المخابرات الإيرانية، ووعدهم بالتعاون في قمع سنة العراق باتفاق ثنائي لم يعلم العراقيون بمضمونه، حتى كشف عنه خامنئي خلال لقائه بمسؤولين عراقيين في فبراير (شباط) عام 2009م. جردت سياسته التي كان يتلقنها من (قم) بلاد الرافدين من ثرواته وخيراته، وتدحرجت به إلى مصير غامض، وتحديات محفوفة بالمخاطر، وشحنت أطيافه بروح الطائفية، ليعيش الشعب العراقي عرضة للتفكك والانحلال، وتتحول أرض الرافدين إلى بيئة خصبة، زرعت فيها بذور الفتنة لتثمر طوائف متناحرة، حتى فقد المواطن العراقي الثقة في الحكومات المتعاقبة.. التي عجزت عن حمايته وأصبح غريبا في وطن غير آمن. خالد سيف