فتحت الاتفاقيات السعودية الفرنسية مؤخرا الأبواب الواسعة لضخ عشرات المليارات من الدولارات في استثمارات مشتركة سيشهدها البلدان وتنمية التعاون التقني والصناعي والاستثماري ونقل المعرفة والتقنيات الصناعية وتقنيات الطاقة النووية. ومن ضمن هذه الاتفاقيات أبرمت الخطوط السعودية واحدة من أكبر الصفقات هذا العام لشراء 50 طائرة من شركة ايرباص منها 20 طائرة من طراز (أ330)، و30 طائرة من طراز (أ320) وستنعكس هذه الصفقة إيجابيا على الخطوط السعودية والاقتصاد الوطني والمواطنين، حيث ستساهم هذه الصفقة في تعزيز قدرات الخطوط السعودية التشغيلية لخدمة النقل الجوي الداخلي والإقليمي والدولي، وقد تميزت هذه الصفقة بأن وصول الطائرات ودخولها الخدمة ستتم في فترة قياسية لا تتجاوز الثلاث سنوات وهي فترة وجيزة جدا لمن يعرف نظام الحجوزات لشراء الطائرات وهذه الخطوة تحسب للحكومة السعودية. ومن المتوقع أن يساهم الأسطول الجديد في زيادة السعة المقعدية التي ستلبي الطلب المتنامي على خدمات النقل الجوي الداخلي بسبب النمو السكاني المتزايد للمملكة والنمو السريع للاقتصاد السعودي، حيث تعتبر المملكة قارة بحالها وبها 27 مطارا ولا توجد دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا بها هذا العدد الكبير من المطارات الداخلية مثل المملكة، لذا يتوقع أن يساهم الأسطول الجديد في تغطية حجم الطلب المتزايد على النقل الجوي الداخلي خاصة في موسم الإجازات وموسم الصيف، وحسب الإحصائيات فإن الخطوط السعودية تنظم أكثر من 300 رحلة يوميا وقد نقلت أكثر من 27 مليون راكب خلال عام 2014م بنسبة انضباط تعادل 90%، علما بأن حركة النقل الداخلي تستحوذ على ما يعادل 65% من حجم الحركة، كما تعتبر أسعار النقل الداخلي هي الأقل على مستوى العالم. كما يتوقع أن يساهم الأسطول الجديد في تعزيز المنافسة الإقليمية والدولية مع شركات الطيران العالمية وذلك من خلال زيادة الحصة التسويقية في الأسواق الدولية المنافسة أو الدخول إلى أسواق جديدة ذات كثافة عالية ومربحة، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الراقية التي تناسب تطلعات عملائها، كما يتوقع أن تكون الخطوط السعودية الرائدة في أسواق الحج والعمرة التي تخدمها، حيث سيساهم الأسطول الجديد في تغطية النمو المتزايد لأعداد الحجاج والمعتمرين والذي يتوقع أن تصل أعدادهم لأكثر من 20 مليون حاج ومعتمر خلال السنوات الخمس القادمة وذلك بعد الانتهاء من المشاريع الضخمة لتوسعة الحرمين الشريفين ومطار الملك عبدالعزيز، كما يتوقع أن تكون الخدمات التي تقدمها للحجاج والمعتمرين على مستوى يواكب ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات راقية لضيوف الرحمن. ولا شك أن تخطيط الخطوط السعودية لاستحواذ أكثر من مائة طائرة جديدة خلال الخمس سنوات المقبلة سيساهم في زيادة السعة المقعدية ومواكبة النمو في حركة السفر وأن تنقل أكثر من 50 مليون راكب خلال السنوات القليلة القادمة وهذا سيساهم في ارتفاع الإيرادات وتحقيق ارباح إيجابية تدعمها بقوة في عملية التخصيص.