اعتبر المعارض الإيراني والباحث الاستراتيجي الدكتور علي نوري زاده ل«عكاظ»، أن توقيع الاتفاق يعد انتصارا للرئيس روحاني وهزيمة كبيرة للمرشد علي خامنئي الذي جلس لأكثر من 4 سنوات يتحدث عن قدسية المشروع النووي، وها هو الآن يقدم مشروعه عاريا للمجتمع الدولي. وقال: «منذ شهور أكدت أن الاتفاق تحصيل حاصل، والمرشد تجرع كأس السم، والخلافات التي يجري التفاوض حولها شكلية، ولم يكن أمام النظام الإيراني أي خيار سوى الاتفاق، كما أن الرئيس باراك أوباما بحاجة للاتفاق أيضا فهو لم يحقق إنجازا في الملفات الخارجية، ليبدو هذا الاتفاق كأنه الإنجاز الوحيد له. وفي قراءة لبنود الاتفاق، أفاد زاده أن إلغاء العقوبات لم يتحقق بشكل كامل وفوري، لكنه مرتبط ببرنامج زمني، كما أن الأموال الإيرانية المجمدة والمحجوزة لن يفرج إلا عن جزء منها مع برنامج رقابة على أوجه وأماكن الإنفاق لهذه الأموال، ما يعني أن النظام الإيراني لا يمكنه أن يقدم هذه الأموال للقتال في اليمن أو لبنان أو سوريا، هذا الاتفاق يضع التزامات واضحة على النظام الإيراني وعليه أن يكون وفيا لهذه الالتزامات في سياق زمني محدد، وإلا فإن كافة العقوبات ستعود لتفرض. وأكد المعارض الإيراني، أن إيران بعد الاتفاق لن تكون هي نفسها ما قبل الاتفاق، إذ أن عليها اتخاذ خطوات لإثبات حسن نواياها تجاه التعايش السلمي مع العالم وجيرانها، فالتعامل مع الدول المجاورة يجب أن يكون تعاملا سلميا، وتوقع أن يطلق روحاني خارطة طريق في علاقاته مع عدد من الدول، كما أن هناك مقترحات جيدة من قبل الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني على صعيد الملف اليمني. وانتقد زاده الإعلام الإيراني، الذي يحاول إطلاق الكثير من الأكاذيب والخرافات للاستهلاك الداخلي، لكن في الحقيقة هناك رغبة عند الرئيس روحاني وجماعته لإخراج إيران من هذا الوضع المأساوي، فالشعب لا يريد سلاحا نوويا ولا مشروعا نوويا، يريد لقمة العيش والحرية يريد وقف الاغتصاب في سجون الحرس الثوري، ويريد الكرامة. وحول ما يتردد عن وجود ملاحق سرية، أوضح زاده أنه بسبب الدعاية الإيرانية، أصبح لدى البعض انطباعا بأن هذا الاتفاق لديه ملحق سري بين إيران والولايات المتحدة، وهذا المحلق سيطلق يد النظام الإيراني في المنطقة العربية، وهذا أمر غير صحيح، بل أؤكد أنه لا ملحق سري للاتفاق، فالولايات المتحدة لن تتخلى عن التزاماتها تجاه حلفائها الدائمين. ورجح أن يدفع الاتفاق نظام إيران للبحث عن حلول في كثير من النقاط الساخنة كسوريا والعراق واليمن.