قلوبنا تعتصر حرقة وأسى، وأفواهنا تهتف راجية له بالرحمة والمغفرة، وذرفت العيون دموعا، وجمت الوجوه، وارتجت الأمة العربية والإسلامية ألما لفراق أسد الأمة وفقيدها الأمير «سعود الفيصل» الذي كرس عمره وصحته ووقته الثمين جدا لينعم الشعب بعيش آمن ومسالم ولم يشك من التعب قط. فقدنا هيبته، ووقفته، وابتسامته الشهيرة العالقة بالأذهان، فقدنا إنسانا في هيئة جبل ومن بين كل الدول يتوج كلامه. أقول وبكل أسى والحزن يغلف كلماتي إن العين لتدمع والقلب ليحزن لفراق تاج الفخر والزعامة وصاحب الرأي السديد ورمز السياسة والأفعال، شاهدة عليه مواقفه الحاسمة المشرفة والراسخة بأذهان شعبك يا سعود الوطن. رحلت جسدا.. وبقيت فكرا يا من كافحت عنا وعانيت ونحن على دربك سائرون.. ونهجك ماضون. إن مدرسة «الفيصل» خلفت رجلا من أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة، قائد ابن قائد، كان مدافعا شرسا تجاه كل ما يمس الأمتين العربية والإسلامية. إن العالم خسر واحدا من أهم الحكماء والعقلاء على الساحة الدولية. إنه رجل لن يتكرر، سعود ولا بعده سعود! فهو وبكل اعتزاز شخصية شامخة وبالمعنى الأسمى قاد الدبلوماسية العربية والإسلامية بكل حسم وجدارة.. عظم الله أجرك يا وطن -شعبا وقادة- لفقدان سعود الوطن.