انخفضت أسعار الذهب في الأسواق العالمية أمس لتصل إلى أدنى مستوياتها عند سعر 1147 دولارا للأونصة الواحدة، في موجة انخفاض بدأت منذ قرابة الأسبوع، وتخللت هذه الموجة ارتفاعات طفيفة ولكن سرعان ما استمر الذهب في الانخفاض. وعن الأسباب التي ساهمت في هذا الانخفاض ومدى استمراريته والسعر الذي قد تصل إليه أونصة الذهب أكد عبدالله شماخ، أحد باعة وخبراء الذهب، أن أسعار الذهب لا يمكن توقعها في جميع الأحوال، فالذهب يمر بفترات صعود وهبوط كأي عملة، ولكن لا يمكن إنكار أن ما حدث مؤخرا في اليونان من مشكلات اقتصادية كانت السبب الرئيسي لهذا الانخفاض. وتطرق للانخفاضات التي حصلت للذهب خلال هذا العام عدة مرات والتي أعقبتها ارتفاعات أخرى، ووصول سعر أونصة الذهب عدة مرات أدنى من سعر 1160 دولارا امريكيا لأكثر من يوم ثم أعقبتها ارتفاعات كبرى بعد مرور شهرين من تلك الانخفاضات، وتجاوز سعر الاونصة 1230 دولارا، ما يؤكد أن مسار الذهب في صعود وهبوط متسلسل ولا يمكن الحكم عليه، فأونصة الذهب تجاوزت سعر 1200 دولار في جميع أشهر هذا العام. وأضاف أن الأخبار السياسية العالمية هي اللاعب الرئيسي في أسعار الذهب، وأن مشكلة اليونان الأخيرة بدأت دول العالم تستوعب تبعاتها، ومن المحتمل عدم تغير سعر أونصة الذهب بأكثر من 40 دولارا سواء بالارتفاع أو الانخفاض، إذا ما استجدت مشكلة اليونان أو عدم وجود خبر اقتصادي سياسي عالمي. وطالب شماخ بالبعد عن الشائعات التي تروج بارتفاع او انخفاض أسعار الذهب العالمية، فالمعدن النفيس ليس مرتبطا بدولة واحدة، وعلى الجميع تذكر أن أسعار الذهب كأي عملة عالمية تمر بفترات صعود وهبوط ولا تسير في مسار واحد فقط، فالأصفر يمر بموجات صاعدة قد تستمر لأيام معدودات وقد تستمر لشهر أو شهرين وكذلك الحال مع الانخفاض. وعن علاقة الذهب بالدولار بين شماخ أن العلاقة بينهما عكسية، ولا تنطبق على الذهب فقط، وإنما أيضا على السلع التجارية كافة في العالم، مثل النفط، فالزيادة في سعر الذهب تعكس الانخفاض في قيمة الدولار، والعكس، فهذه العلاقة العكسية بين الدولار والذهب تنبع من حقيقة أن الذهب أحد أهم أدوات التحوط ضد مخاطر تغيرات معدل الصرف للعملات. وذكر أحمد فؤاد الشريف مدير عام إحدى المجموعات المختصة في مجال الذهب أن الانخفاض الحالي في أسعار الذهب، يأتي نتيجة الاضطرابات الحالية في الاتحاد الاوروبي، فهناك أزمة في السيولة، والأسهم في معظم دول العالم منخفضة وهو ما يؤثر على أسعار الذهب. وهو ما أدى لانخفض الطلب على الذهب ولم تعد توجد قوة شرائية ولا فوائد مالية في الوقت الحالي، فالذهب كان مرتفعا للسنوات الخمس والست الماضية بشكل مبالغ فيه، والآن قد يصحح نفسه تدريجيا خلال الفترة المقبلة، ففي السابق كان سعر كيلو الذهب ما بين 31 ألف ريال سعودي حتى 55 ألف ريال وعند حدوث الاضطرابات والأحداث السياسية خلال السنوات الماضية ارتفع الذهب بشكل كبير ووصل لأرقام قياسية حتى بلغت سعر الأونصة قبل 6 سنوات ألفي دولار. وعن الاضطرابات الحالية التي تجتاح العالم، بين الشريف أن أوروبا من الطبيعي أن تلجأ لعلاج المشكلة، فالاضطرابات تؤثر عليها وهي تريد بشتى الطرق إيقاف هذا الاضطراب لتصحيح أوضاعها المالية.