يعد مسجد الخريزة في محافظة عنيزة بمنطقة القصيم احد المساجد الأثرية التي لا تزال تقام فيها الصلوات الخمس، وقد اختلف القول في سنة عمارته، لكن الغالب يركز على أنه تمت في عام 1210ه، ومر المسجد خلال تاريخه الطويل بمراحل ترميم متعددة، حيث تم ترميمه عام 1337ه على يد إمام المسجد صالح الدريعي. ومن الأئمة الذين قاموا على إمامته كل من عبدالرحمن البسام، عبدالرحمن الدامغ، سليمان الدامغ، حمد الدهام، ثم صالح الدريعي. وبني بالمواد التقليدية المحلية في الزمن الماضي المتمثلة بالطين والحجر الصلب المعروف بالحصى واللبن المصنوع من الطين، كما تم استخدام الخشب من أشجار الأثل والجريد المأخوذ من جريد النخيل، ولا زال المسجد في بنائه القديم وجدد ترميمه بنفس المواد والخامات المحلية التي بني فيها منذ تاريخه الطويل وتسلمته هيئة السياحة والآثار، واهتمت به كثيرا واعتنت به ليبقى رمزا أثريا يحكي تاريخ حقبة زمنية لهذا الوطن الذي أولى بيوت الله عناية خاصة. ولا زالت تقام فيه الصلوات الخمس بصفة يومية وصلوات التراويح والتهجد في رمضان، رغم ملاصقته لجامع الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، ويشمل المسجد (سرحه) وهي المكان المكشوف، (ومصباح) وهو المكان المسقوف الذي تؤدى فيه الصلوات أوقات الأمطار أو في الصيف اتقاء لحرارة الشمس، لكن مثل هذه المساجد كثيرا ما تشتمل على قبو يسمونه قديما (الخلوة)، تتميز بالبرودة صيفا والدفء في الشتاء، وذلك قبل توفر أجهزة التكييف الحديثة، وأصبح هذا المسجد معلما من معالم محافظة عنيزة التراثية يزوره الزوار الوافدون للمحافظة لأنه يحمل عراقة الماضي وأصالة التاريخ.