في العام 2014 رفض مطار بغداد الدولي استقبال طائرة تابعة للخطوط اللبنانية قادمة من بيروت، وكان السبب غريبا لكنه ليس مستغربا في بلد كالعراق، لقد أصدر وزير النقل العراقي في حينه قرارا بمنع الطائرة اللبنانية من الهبوط لأنها أقلعت من بيروت ولم يكن نجله المدعو «مهدي» على متنها لتأخره ساعات عن ركوب الطائرة. الوزير المقصود في هذا القرار هو نفسه القائد في قوات الحشد الشعبي في العراق التي ترتكب المجازر الطائفية، تقتل الأولاد وتهتك الأعراض وتهدم المدن والقرى، إنه هادي العامري وزير النقل السابق. مسيرة هادي العامري في الحقل العام لم تكن هادئة ولا عامرة، فالمهندس الذي تخرج من جامعة بغداد في عام 1975 لم يتأخر كثيرا في اللحاق بركب نظام الملالي في إيران، فانتقل إلى دمشق فتلقفه بيان جبر أو صولاغ جبر كما تحول اسمه بعد سقوط بغداد. ومن هناك بقطار المجلس الأعلى توجه إلى طهران التي لم يغادرها ولم يغادر معسكرات تدريب الحرس الثوري حتى سقوط بغداد، وفي بغدادالمحتلة تحول رجل الميليشيا إلى وزير، فكان وزيرا للنقل وعضوا في لائحة نوري المالكي وكاد يصبح وزيرا للداخلية، ولأن الطبع غلب التطبع عاد العامري إلى الميليشيا، مشرفا على قوات الحشد الشعبي الممولة والمدربة من نظام الملالي في إيران فكان الرجل الثاني في العراق بعد قاسم سليماني ومهمته تختصر بعبارة لا جدل حولها «اقتلوا السنة أبيدوا عشائرهم».