أجمع خبراء عسكريون واستراتيجيون وأمنيون على أن معركة مصر مع الإرهاب تحتاج إلى النفس الطويل والدعم الشعبي، فيما شددوا على أنها لا يمكن أن تتراجع عنها متوقعين المزيد من العمليات الإرهابية. وقالوا إن ما حدث خلال اليومين الماضيين يؤكد أن وراء الجريمة الإرهابية دولا ومنظمات دولية، داعين إلى تبني استراتيجيات جديدة للمواجهة منها إخلاء مناطق إرهابية من المدنيين وتدميرها بالكامل. وأكدوا أن هذا التوقيت مقصود لإرباك الحالة السياسية مع قرب افتتاح قناة السويس والتأكيد الرسمي على إجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام. وفي هذا الشأن أكد اللواء محسن حفظي «مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام» ثقته في انتصار مصر بمعركة الإرهاب لأنه لا يمكن أن تتراجع عن خوضها أيا كان حجم التضحيات من أجل حماية هذا الشعب والدفاع عن مكتسباته وحقه في الأمن والاستقرار. وشدد على ضرورة تعديل التشريعات القائمة خاصة ما يتعلق بمنح صلاحيات واسعة لأفراد الأمن في التعامل مع الإرهابيين معتبرا أن انجاز قانون مكافحة الارهاب الجديد سيكون عنصرا فاصلا في حسم هذه المعركة لمصلحة الشرعية والاستقرار. فيما قال اللواء طلعت مسلم «الخبير العسكري الاستراتيجي» إن جريمة قتل النائب العام المستشار هشام بركات ليست جديدة على سلوك التنظيمات الإرهابية، بينما لفت اللواء الدكتور أحمد عبدالحليم رئيس مركز الشرق الأوسط السابق للدراسات الأمنية والاستراتيجية إلى أهمية عنصر صمود وثبات الشعب والتحامه وراء قيادته وحكومته والأجهزة الأمنية أيا كانت التضحيات التي يقدمها من أمنه واستقراره. وتوقع الخبير الاستراتيجي والأمني اللواء الدكتور حمدي بخيت إقدام عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي والتنظيمات الموالية له على ارتكاب المزيد من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن الحرب مع جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة لن تتوقف عند حد معين بل ستمتد لفترة طويلة. وقال اللواء بخيت إن القوات الأمنية تستعد لهذا التصعيد بكل إمكانياتها، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية أعلنت منذ فترة قصيرة أنها ستستهدف رجال القضاء، والجيش، والشرطة، كما أن الأجهزة الأمنية رصدت كل ذلك. وشدد على أن قوانين المحاكمات، والعقوبات وغيرها تحتاج إلى تعديلات عاجلة وفقا لما أعلنه الرئيس السيسي خلال جنازة النائب العام. مشددا على أن الدولة تحتاج إلى قانون ناجز يهدف إلى تحقيق العدالة، كما يحتاج المواطنون إلى الوعي الأمني وإدراك أن الدولة في حرب حقيقية مع الإرهاب. وقال اللواء محمد جوهر الخبير العسكري إن اغتيال النائب العام هشام بركات بمثابة ضربة بائسة من الجماعة الإرهابية لرموز النظام قبل حلول الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو بساعات وللرد أيضا على الأحكام القضائية الأخيرة بإعدام محمد مرسي وعدد من قيادات الجماعة الإرهابية. كما طالب اللواء رفعت عبد الحميد، بوضع خطط بعيدة المدى لمكافحة مثل تلك الجرائم التي تستخدم بها «السيارات المفخخة».