الأسهم الأوروبية تغلق على تراجع    أمير تبوك: نقلة حضارية تشهدها المنطقة من خلال مشاريع رؤية 2030    الفالح: المستثمرون الأجانب يتوافدون إلى «نيوم»    برئاسة ولي العهد.. مجلس الوزراء يقرّ الميزانية العامة للدولة للعام المالي 2025م    السعودية وروسيا والعراق يناقشون الحفاظ على استقرار سوق البترول    مغادرة الطائرة الإغاثية ال24 إلى بيروت    التعاون والخالدية.. «صراع صدارة»    الملك يتلقى دعوة أمير الكويت لحضور القمة الخليجية    الهلال يتعادل إيجابياً مع السد ويتأهل لثمن نهائي "نخبة آسيا"    في دوري يلو .. تعادل نيوم والباطن سلبياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء    «التعليم»: 7 % من الطلاب حققوا أداء عالياً في الاختبارات الوطنية    أربعة آلاف مستفيد من حملة «شريط الأمل»    «فقرة الساحر» تجمع الأصدقاء بينهم أسماء جلال    7 مفاتيح لعافيتك موجودة في فيتامين D.. استغلها    أنشيلوتي: الإصابات تمثل فرصة لنصبح أفضل    الأسبوع المقبل.. أولى فترات الانقلاب الشتوي    «شتاء المدينة».. رحلات ميدانية وتجارب ثقافية    مشاعر فياضة لقاصدي البيت العتيق    الزلفي في مواجهة أبها.. وأحد يلتقي العين.. والبكيرية أمام العربي    مبدعون.. مبتكرون    ملتقى الميزانية.. الدروس المستفادة للمواطن والمسؤول !    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    بايدن: إسرائيل ولبنان وافقتا على اتفاق وقف النار    كيف تتعاملين مع مخاوف طفلك من المدرسة؟    حدث تاريخي للمرة الأولى في المملكة…. جدة تستضيف مزاد الدوري الهندي للكريكيت    قمة مجلس التعاون ال45 بالكويت.. تأكيد لوحدة الصَّف والكلمة    7 آلاف مجزرة إسرائيلية بحق العائلات في غزة    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    كثفوا توعية المواطن بمميزاته وفرصه    شركة ترفض تعيين موظفين بسبب أبراجهم الفلكية    «هاتف» للتخلص من إدمان مواقع التواصل    حوادث الطائرات    حروب عالمية وأخرى أشد فتكاً    معاطف من حُب    الدكتور عصام خوقير.. العبارة الساخرة والنقد الممتع    جذوة من نار    لا فاز الأهلي أنتشي..!    الرياض الجميلة الصديقة    هؤلاء هم المرجفون    المملكة وتعزيز أمنها البحري    اكتشاف علاج جديد للسمنة    السعودية رائدة فصل التوائم عالمياً    خادم الحرمين الشريفين يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    مناقشة معوقات مشروع الصرف الصحي وخطر الأودية في صبيا    حملة على الباعة المخالفين بالدمام    «السلمان» يستقبل قائد العمليات المشتركة بدولة الإمارات    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة يناقش تحديات إعادة ترميم الأعضاء وتغطية الجروح    مركز صحي سهل تنومة يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    "سلمان للإغاثة" يوقع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية    جمعية لأجلهم تعقد مؤتمراً صحفياً لتسليط الضوء على فعاليات الملتقى السنوي السادس لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    استمرار انخفاض درجات الحرارة في 4 مناطق    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دفع الزكاة لغير مستحقيها لا يبرئ الذمة.. والتحري واجب
نشر في عكاظ يوم 30 - 06 - 2015

حث عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع عموم المسلمين على حسن اغتنام شهر رمضان الكريم بكافة دقائقه وأجزائه، محذرا من التفريط في هذه الأيام وإضاعتها والخروج بها عما أراده الله لنا. وقال في الجزء الأول من حواره مع «عكاظ»: علينا أن نغتنم لحظات هذا الشهر المبارك، بالأخذ بآداب الصوم والعناية بتلاوة كتاب الله والعناية بالصلوات والأخذ بجميع أنواع القربات الباقيات الصالحات التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى.
ودعا ابن منيع المسلمين إلى استشعار أهمية الأخوة الإسلامية في مساجدهم وأماكن تجمعاتهم، كما وصف الإمام بالقدوة الذي يجب عليه استشعار رسالته من حيث قيادته وإمامته المصلين وفي نفس الوقت يجب أن يكون منه التوجيه والبيان وتوعية المصلين وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم.
كما دعا خطباء المساجد إلى اغتنام الفرص وطرح الموضوعات المعاصرة التي يكون الناس في حاجة إلى معرفة الرأي فيها، بما يشمل كافة الأمور التي تقع خلال الأسبوع، مشددا على ضرورة أن تكون خطبة الجمعة هي حصاد الأسبوع والتعليق عليه بما فيه الخير والنفع والتوجيه وسلامة الاتجاه والمسلك.. فإلى التفاصيل:
• ماذا يفترض أن يكون عليه المسلم في شهر رمضان تجاه العبادات التي خص فيها عن غيره؟
•• من الله سبحانه وتعالى علينا بأن خلقنا لعبادته وميزنا سبحانه وتعالى عن كثير من خلقه، فقال (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، وقال في حكمة وجودنا على هذه الأرض (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، فالله سبحانه وتعالى خلقنا وخلق أصلنا وهو أبونا آدم عليه السلام بيده الكريمة وبث فيه من روحه الشريفة وأمر الملائكة بالسجود له، رفعا لمقامه، عليه السلام.
وهذا يعتبر تمييزا للبشرية عن غيرها من مخلوقات الله ولا شك أن هذا التمييز وراءه حكمة يقتضيها هذا التمييز وهي تعظيم الله وإجلاله وإفراده سبحانه وتعالى بالعبادة والتعظيم، والعبادة هي غاية الخضوع والتذلل لله سبحانه وتعالى وتتلخص في إفراده بالعبادة وفي حصر معنى كلمة الشهادة أن لا إله إلا الله ولا معبود في السماء أو الأرض بحق إلا الله، فهو خلقنا لعبادته وشرع لنا ما شرعه من شرائع على ألسنة رسله عليهم السلام، إبلاغا منهم لرسالته سبحانه وتعالى بوجوب العبادة.
ومن أنواع العبادة صيام شهر رمضان المبارك، والله سبحانه وتعالى قد هيأ لنا مجموعة من المواسم الخيرية التي نستطيع بها أن نتقرب إليه وأن نوجب وسائل لمرضاته ومحبته سبحانه وتعالى ومقتضيات هذه المحبة والرضا وهو الثواب من الله عز وجل، سواء كان الثواب مرضاة الله أو التنعم برؤيته سبحانه وتعالى أو ما يتعلق بفضله وإدخاله عباده الجنة. ولا شك أن الله أعطانا من المواسم الخيرية الشيء الكثير، ومنها شهر رمضان المبارك.
فهذا الشهر العظيم أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة في ما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة في ما سواه)، هذا الشهر العظيم كانت فيه موقعة بدر العظيمة التي كانت فاصلة بين الحق والباطل، وكانت رمزا وكانت وقعا لعزة الإسلام والمسلمين وكرامتهم وقيام دولتهم وإدارتهم التي تمكن المسلمون بقيادة رسولنا صلى الله عليه وسلم من إثبات وجود الإسلام وعزته وتتابع انتشاره وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى.
وفي هذا الشهر العظيم ليلة عظيمة هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. ولا شك أنه ينبغي لنا أن نغتنم فضل الله سبحانه وتعالى ومواسم الخير التي أنعم بها علينا الله سبحانه وتعالى، ومنها شهر رمضان المبارك ومنها كذلك حج بيت الله الحرام ويوم عرفة، سواء كان للحاج ضمن ضيوف الرحمن الذين يتضرعون لله سبحانه وتعالى ويلتمسون فضله ورضوانه ومغفرته أو سواء كان ذلك لغير الحاج ممن يصومون هذا اليوم الذي فيه تكفير للسنة الماضية والسنة المقبلة.
فلا شك أن الله سبحانه وتعالى من علينا كثيرا، وينبغي علينا أن نقضي هذا الشهر العظيم بروح فيها الأمل وفيها الرجاء والتضرع إليه سبحانه وتعالى أن يهبنا العمل الصالح، في ما يتعلق بصيامه، وفي ما يتعلق بقيامه، وفي ما يتعلق بتلاوة كتابه وفي ما يتعلق بالتصدق وروح السماحة لإخواننا المحتاجين.
فوائد رمضان
• ماذا يجب على المسلمين أن يفعلوه لاغتنام هذا الشهر الفضيل واغتنام فوائده؟
•• نحن نتحدث إلى إخواننا لضرورة اغتنام المواسم الخيرة، ولو نظر كل واحد منا إلى وجوده أو وصوله إلى هذا الشهر أو اعتبار هذا الشهر الكريم من حياته فلا شك أن هذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى الذي أهداه حتى استطاع أن يصل إلى هذا الشهر المبارك وأن يعمل ما فيه خيره وما فيه أسباب سعادته.
ولا شك أننا حينما ننظر إلى مجموعة من إخواننا الذين كنا معهم وكانوا معنا في رمضان الماضي وفي ما بعده، نجد أنهم قد انتهت أحوالهم وأعمارهم وانتقلوا إلى حياة أبدية. ولا شك أننا على دربهم سائرون، إن لم يكن اليوم فغدا أو بعده.
لكن ونحن نفخر بأنه لايزال في أعمارنا ما فيها، ينبغي أن لا نفرط في ما تبقى منها، ويجب أن نقضيه في ما فيه الخير، وما فيه النفع والمثوبة والأجر والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بما نرجو أن يكون وسيلة لمرضاته ورحمته وفضله فهو سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته، وأوجد لنا هذه الحياة التي هي مزرعة الآخرة، فيجب أن نغتنم حياتنا ونقضيها في ما فيه خيرنا، ولا شك أن العمل في شهر رمضان هو عمل مضاعف.
فشهر رمضان فيه الخير والله تعالى يقول «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر»، فعلينا أن نغتنم لحظات هذا الشهر المبارك، نغتنمه بالأخذ بآداب الصوم والعناية بتلاوة كتاب الله والعناية بالصلوات والأخذ بجميع أنواع القربات الباقيات الصالحات التي تقربنا إلى الله سبحانه وتعالى فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول «رغم أنف امرئ أدرك رمضان فخرج فلم يغفر له».
فلا شك أن من أدرك شهر رمضان، هذا الموسم العظيم، هذا الشهر الذي الحسنة فيه مضاعفة، ولا شك أن هذه الأيام العظيمة يجب على العاقل أن يأتي فيها من العمل الصالح ما يكون سببا لأن يغفر الله سبحانه وتعالى له، وأن يجمع له بين الرحمة والمغفرة والعتق من النار، فهذا الشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، وفيه ليلة خير من ألف شهر، فهو سبحانه وتعالى يعتق كل يوم عددا كبيرا من عباده ويعتق في آخر ليلة من ليالي الشهر قدر ما أعتقه في سائر ليالي رمضان.
فعلينا أن نتقرب إلى الله وأن نتضرع إليه وأن نلتمس ما فيه رضوانه لنكون من عتقائه، وأن لا ننشغل بما فيه اللهو، وما فيه ضياع الوقت، فالوقت من ذهب. نسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا وصيامنا وقيامنا وجميع ما نتقرب به إليه إنه سميع قريب مجيب.
الاعتدال والوسطية
• البعض يتحدث عن أنه يريد أن يستفيد من هذا الشهر، لكنه يوظف الاعتدال في غير موضعه، فيقول دعني أقطع الشهر ببعض اللهو واللعب وقضاء الوقت في غير ما يفيده، كيف تردون على أمثال هؤلاء وهل الوسطية تدخل في هذا الباب؟
•• ليست الوسطية في أن نبذل وقتنا في لهو ولعب وضياع وما لا خير منه في الآخرة. هذه ليست وسطية، بل تفريط وضياع، ولا شك أن هذا من الأمور التي لا يقوم بها إلا من كان غير ناصح لنفسه، فالله سبحانه وتعالى يقول (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). إذا علمنا أن أحدا من الناس يدفع مساعدات وحوافز ونحو ذلك، يكون عند أبواب هذا الشخص الذي يفعل الخير أفواج من الناس، كلهم ينتظر أن يصل إليه ليأخذ حقه. لا شك أن كل ذلك من الأمور الدنيوية، فأمر الآخرة أهم وأولى من ذلك.
التقصير في العبادات
• وما مصير من يقصر في أداء العبادات في هذا الشهر الفضيل وكيف يتم توجيهه إلى تحسين أوضاعه؟
•• لا شك أن من يقصر في عمل الخير غير ناصح لنفسه، وهو يعتبر من الحمقى. ويجب علينا أن نغتنم هذه الحياة لأننا لا ندري متى تنتهي. الإنسان وهو في حال من كمال قوته وصحته وسمعه وبصره يكون في نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى، ويجب عليه شكر هذه النعم، وشكرها يكون في صرفها عما يبعد عن مرضاة الله سبحانه وتعالى.
الاشتغال عما ينفع الناس في الدنيا والآخرة هو نوع من الضياع والخسارة والأمور التي تصل بصاحبها إلى خسارة فادحة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فيجب أن ننصح أنفسنا وأن نعمل من العمل الصالح ما هو مدخر عند ربنا فالله سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة، وعلينا أن نعمل ما يكون ذخرا لنا ووسيلة للحصول على ما عند الله من رحمة وغفران.
رسالة إلى المرأة
• هل هناك تكاليف شرعية تخص المرأة في رمضان أم أنها تشترك مع الرجال في ذلك؟
•• فيما يتعلق بالمرأة فهي شقيقة الرجل وهي مكلفة مثله تماما، وعندما نفرق بين الرجل والمرأة في أعمال العبادة التكليفية التي فرضها الله سبحانه وتعالى فهذا تفريق في غير محله، لأن الله سبحانه وتعالى خاطبنا في هذه المواضع كعباد لله من ذكور وإناث (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى)، وقال (المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات)، فليس هناك تفريق بينهما وإنما الله سبحانه وتعالى خلق الرجل وهيأ له من الخصائص ما امتاز به عن المرأة، وخلق المرأة وهيأ لها من الخصائص ما امتازت به عن الرجل، وفي نفس الوقت هناك قواسم مشتركة بين الرجال والنساء، وهو مشترك بين الجميع في ما يتعلق بالعبادات والواجبات والالتزامات.
لذلك فإن القول بأن الرجال يكلفون المرأة فهي والحمد لله إذا كانت عند من يقدر لها حقها وتقدر له حقه فلا شك أنها مكملة للرجل وهو مكمل لها، لذلك لا ينبغي القول بأنها ينبغي أن لا تكلف. كيف لا تكلف وهي ربة البيت وطالما أنها كذلك فهي المسؤولة عنه في ما يتعلق بإدارته وترتيبه وتنظيمه وتهيئة جميع ما يتعلق به، لذلك فإنها أشبه ما تكون بوزيرة الشؤون الداخلية في البيت والرجل هو وزير الشؤون الخارجية في ما يتعلق بأسرته، فيسعى لتأمين ما يتطلبه البيت، بينما تسعى هي لترتيبه، والجميع متعاونون على إسعاد أهل البيت.
لذلك ليس هناك تفريق بينهما، بل لكل واحد منهما مهامه وواجباته وحقوقه، نسأل الله أن يعين الجميع، ولا شك أن الحقوق الواجبة لله سبحانه وتعالى قائمة على الذكر والأنثى.
سكان مكة
• ماذا يجب على سكان مكة المكرمة في هذا الوقت الذي يتزامن فيه موسم الإجازة السنوية مع شهر رمضان وموسم العمرة، لاسيما في ظل تنفيذ هذه المشروعات الضخمة والعملاقة، ما هي النصيحة التي توجه لهم لإتاحة الفرصة لمن قدم من الخارج؟
•• الحمد لله الذي وفق المسؤولين في هذه البلاد بالرغم من وجود هذه المشاريع الضخمة والمشاريع التي تستلزم أن يكون هناك بعض المشكلات والمضايقات، ولكن الله سبحانه وتعالى وفق المسؤولين على تهيئة السبل التي من شأنها أن يضيقوا دائرة المشكلات وأن يوسعوا على إخواننا القادمين من خارج المملكة أو المواطنين أنفسهم، فهيأوا لهم من وسائل الراحة ما مكنهم من تجاوز ما تقتضيه هذه النهضة العمرانية العظيمة، فالحمد لله أن النهضة العمرانية اتجهت الاتجاه السليم وفي نفس الوقت قضي على الكثير من الأمور التي تكون سببا في بعض المشاكل والعراقيل لكن والحمد لله تم تضييقها للحد الأدنى، واتجهت المشاريع للاتجاه الصحيح، ونأمل إن شاء الله أن تنتهي هذه المشاريع إلى ما فيه نفع الجميع وانتفاع الأمة بهذه التوسعات والمرافق العظيمة التي من شأنها أن تعطي القادم لهذه الديار، لاسيما مكة المكرمة والمدينة المنورة المزيد من الراحة والاطمئنان والمزيد من القدرة على التقرب إلى الله سبحانه وتعالى إلى ما فيه الخير للجميع.
دور المسجد
• هناك سؤال دائم عن دور المسجد والإمام والخطيب تجاه مرتادي المسجد للاستفادة من كافة مرافقه، ماذا تقولون لهم؟
•• لا شك أن المسجد له رسالة فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو الإدارة العامة لإدارة البلاد في ما يتعلق بالتوجيه وفيما يتعلق بالإفتاء والقضاء والتدابير الإدارية والجوانب الإنسانية ومقتضيات المجتمع والعلاقات الداخلية والخارجية.
كانت القرارات الصائبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم باستشارته ومعونة إخوانه وقبل ذلك بتأييد الله سبحانه وتعالى له، كان هو المدرسة الكبرى، فالله سبحانه وتعالى قال «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» فيجب أن نجعل من مساجدنا ما فيه الخير والصلاح والتوجيه والتوعية وأن لا نجعل منها مصادر فتنة ونزاع واختلافات، بل يجب أن نجسد قول الله سبحانه وتعالى «إنما المؤمنون إخوة» وقول رسولنا صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه» وقوله عليه الصلاة والسلام «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، فيجب على المسلمين جميعا في مساجدهم وفي ميادين تجمعاتهم أن يستشعروا الأخوة الإسلامية ووجوب التعاون والتآلف والتكاتف وأن يعلموا بأنهم عباد الله وأن الله سبحانه وتعالى سيثيب المحسن منهم على إحسانه وسيحاسب المسيء على إساءته.
فيجب علينا جميعا أن نتناصح، وأن نأخذ بمبدأ قوله صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» هذا في ما يتعلق بين المسلمين أنفسهم، فيجب أن يكونوا في مساجدهم قدوة ومصدر تعاون وقوة لهم وأن يتناصحوا ويتكاتفوا، وأن يناصحوا بعضهم بعضا.
أما ما يتعلق بالإمام فلا شك أنه وصف بإمام وهو القدوة وهو القائد فيجب أن يستشعر الأئمة رسالتهم من حيث قيادتهم وإمامتهم للمصلين وفي نفس الوقت يجب أن يكون منهم التوجيه والبيان وتوعية المصلين وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم. يجب على خطباء المساجد أن يغتنموا فرص ووجود المواضيع المعاصرة التي يكون الناس في حاجة إلى معرفة الرأي فيها، بما يشمل كافة الأمور التي تقع خلال الأسبوع، فيجب أن تكون خطبة الجمعة هي حصاد الأسبوع والتعليق عليه بما فيه الخير والنفع والتوجيه وسلامة الاتجاه والمسلك.
أداء الزكاة
• هناك ملاحظات وأخطاء يقع فيها البعض حول الزكاة، حيث يحرص كثيرون على إخراج زكاتهم في رمضان تحديدا، ماذا تقولون في ذلك؟
•• لا يخفى أن الزكاة هي أحد أركان الإسلام الذي بني على 5 أركان شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا.
فهي حق الله تعالى في أموال عباده أو في الأموال التي استخلفهم عليها، فالمال مال الله وما في أيديهم ما هم إلا مستخلفين فيه، فيجب على كل من بيده مقدار من المال فيه حق لله سبحانه وتعالى أن يقوم بأدائه، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول إن في المال حقا زائدا عن الزكاة، أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فينبغي لنا أن نعنى بإخراج الزكاة وأن لا ندفعها إلا لمستحقيها، وأنها أمانة الله سبحانه وتعالى في أيدينا، فعلينا أن نعنى بأدائها، فمن أخرجها الإخراج الشرعي وتحرى وصولها للمستحق دون أن تكون وراء ذلك عاطفة أو مجاملة تقتضي تجاوز النظر في الاستحقاق فمن كان كذلك فقد أبرأ ذمته من إخراج زكاته، ومن تجاوز فهي أمانة ولا يمكن أن تبرأ ذمة دافعها إلا بالتحري. فمن دفعها لغير مستحقيها على سبيل عاطفة أو مجاملة أو نحو ذلك فذمته غير بارئة، فعلينا أن نعنى بإخراج الزكاة وأن نتحرى إخراجها لأهلها، وإذا طلبها ولي الأمر فالذمة تبرأ براءة تامة في إعطائه الزكاة وهو مسؤول عن رعاية هذه الزكاة وصرفها في وجوهها المحددة شرعا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.