دخل الرئيس اللبناني الراحل كميل شمعون على رئيس مجلس الوزراء سامي الصلح عام 1958 بعد تعرض الاخير لمحاولة اغتيال ونجاته منها واصابته ببعض الجروح، فسارع الصلح لمخاطبة شمعون قائلا: انتبه على نفسك فخامة الرئيس، فرد عليه شمعون: لم يعد هناك ما يخيف، لقد حددت موعدا للانتخابات الرئاسية والادارة الامريكية وعبدالناصر اتفقا على انتخاب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية، فرد عليه الصلح مبتسما في سريره الابيض: هم يتفقون ونحن ننتخب. حادثة حصلت في العام 1958 بعد ثورة شعبية قامت بها المعارضة ضد الرئيس شمعون رافضة محاولاته للتجديد في قصر الرئاسة. دوافع تتكرر مع كل نهاية ولاية لرئيس الجمهورية، حصلت في عهد الرئيس سليمان فرنجية وايضا مع الرئيس الياس الهراوي وايضا مع الرئيس اميل لحود. رغبات في التجديد والتمديد اشعلت حروبا ومواجهات وسرقت استقرارا يحلم به اللبنانيون، فيما القضية لا خلفية داخلية لها انما هي كلمة سر ان غابت لا انتخاب لرئيس للجمهورية وان حضرت حصل الانتخاب بسحر ساحر. كلمة سر خارجية يتنوع اصحابها لكن صفة العابرة للحدود تبقى ملاصقة لها. فرصة وحيدة لاحت امام لبنان ان يمتلك قراره في صناعة رئيسه كان ذلك عام 2008 وتحديدا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري والانتخابات النيابية الحرة التي شهدها لبنان للمرة الاولى في تاريخه الحديث الا ان هذه الفرصة ضاعت مع احتلال حزب الله لبيروت وتوجه الجميع قسرا الى الدوحة والخروج في حينه باتفاق الدوحة. سفير لبنان السابق جوني عبده قرأ تلك المرحلة فقال: كان الاستقلال التام في فم اللبنانيين فأتى العماد ميشال عون لينتزعه من فمهم ويرميه على الارض لقد ضاعت على لبنان فرصة تاريخية كبرى. ما بين 1958 و2015، ثلاث واربعون سنة مرت، لكن الواقع يبقى على ما هو عليه في لبنان ينتظرون كلمة السر لانتخاب رئيس للجمهورية. كلمة سر قد تأتي من واشنطن أو من اي عاصمة لها دور في الاقليم او ربما من عدة عواصم بعد ان تتمكن من اللقاء والاتفاق، الا ان وحدهم النواب اللبنانيين لا حول ولا قوة لهم وفي النهاية عند هبوط تلك الكلمة سيصوتون ثم سيصفقون ثم سيتقدمون بالتهنئة للرئيس العتيد.