كانت (صراصير مركز النقاهة) بمستشفى الملك فهد شاهد عصر على حقبة زمنية عبرتها وزارة الصحة ولو لا تقنية الأجهزة الذكية لربما واصلت الصراصير حياة البذخ لزمن قادم.. وفيما كنت أقرأ التظلم الذي رفعه مدير المستشفى إلى وزير الصحة تعاطفت معه كون أن عهده جاء في زمن الجولات مما حمله تبعية انتشار تلك الصراصير، ولو لا تلك الكاميرات لكان عهده سيمضي ميمونا كما سبقته عهود كل المسؤولين في وزارة الصحة ومديرية مكة والإدارات المتوالية على المستشفى.. وقد أكد مدير المستشفى أن الصراصير متواجدة منذ 15 عاما وأنها كانت متواجدة بعلم الوزراء السابقين.! هذه المظلمة المرفوعة لمعالي الوزير تفتح أمامنا السؤال عن تواجد بقية الحشرات في مستشفياتنا، وإذا كانت صراصير مستشفى الملك فهد ظلت في الرعاية والعناية كل هذه الفترة، فلا شك أن هناك حشرات لازالت مدللة في أماكن أخرى، فهل سيكون قرار إعفاء مسؤولي مستشفى الملك فهد بجدة رادعا لبقية المستشفيات أم سيكون عذر تواجد بقية الحشرات أنه أقدم من عشرين عاما مضت؟ وأعتقد أن على وزارة الصحة استعارة برنامج وزارة البلديات بتمكين الأمانات من مراقبة وإغلاق أي مطعم يقدم أطعمة فاسدة أو لم تتوفر فيها شروط النظافة. لهذا على الوزارة أن لا تنأى بمستشفياتها عن الشروط الصحية التي تفرضها على بقية المراكز والمستشفيات الخاصة من أعمال التفتيش والمتابعة الميدانية لجميع المنشآت الصحية الحكومية ورصد أي مخالفات تؤثر سلبا على جودة الخدمات للمرضى والمراجعين. مع الأخذ في الاعتبار أن الإجراءات النظامية بحق المنشآت الأهلية المخالفة كعقوبة تطبق بالإغلاق المنشأة وعدم السماح لها بمزاولة العمل قبل التأكد من إزالة المخالفة. فهل ستطبق وزارة الصحة هذه المعايير على مستشفياتها، طبعا لا، ولو طبقتها فسوف ينام المرضى في الشارع! ولو سايرنا بعض الروايات التي تقول إن صراصير مستشفى جدة تعتبر بردا وسلاما مما هو ساكن ومستوطن في بقية المستشفيات. وسوف تظهر مصداقية الوزارة في إعلان معايير تقييم المستشفيات وتدرجها ودرجاتها وأن تكون تلك التقييمات معلنة كي يعلم درجة ومستوى كل مستشفى وفق تصنيفه ويكون هذا التصنيف معروفا عند المسؤول وعند المواطن. وإن لم يحدث هذا فسوف نجد صراصير قد بلغت سن الثلاثين ولم يشهد أحد على بلوغها. [email protected]