عندما يكون الموضوع مختصا بالسيدات أسأل الرجال دوما لم هم يقرأون ويسمعون ما هو للسيدات. وعندما نتحدث عما يختص بالسيدات لدينا في المملكة فنحن كمن يجلس في كرسي المحاكمة للتقاضي في قضية خاسرة أساسا. المرأة لدينا في موقف صعب في زمن صعب. ولدينا تقسيم ستريوتايب او محكوم عليه مسبقا بتشطير وتعريف بطبقات ولأنواع النساء. والمصيبة ليست في النساء بقدر ما هي في الرجال والأسوأ أنصاف الرجال. واكتشفت انني ربما افتح ما يسمى في الثقافة الغربية علبة مليئة بالديدان من تعقيدات الموضوع وصعوبة ارضاء اي طرف. ولكن حيثما ذهبت خبرتي وجدت ان الرجل الذي يتنطنط من امرأة لأخرى هو أساسا مريض لديه نقص في شيء ما؛ أولا القناعة وثانيا التربية وثالثا ثقافة الرضى ورابعا فهم المرأة وكينونتها وخامسا البعد الديني وسادسا الرومانتيكية وسابعا سوء الفهم والثقافة الريفية البدائية وثامنا البعد الحضاري وتاسعا الأماكن البيولوجية النسائية وعاشرا الاحترام للعشرة والاتزان في المتطلبات. والعشرة الثانية اهم من الاولى وهي؛ ديناميكية الحياة وتغييرها للطرفين وثانيا ظروف المجتمع الحالية وثالثا دخول عناصر جديدة في حياة السيدات والرجال من اولاد ورابعا الاعتماد المتبادل للطرفين وخامسا الأدوار العملية للأم والأخت والزوجة وكذلك للأب والأخ والزوج وسادسا مقدم الرعاية ومستقبلها وسادسا التقدير والاحترام والاهم الحب وسابعا الأزمات للطرفين وما ينتج عنها من آثار تدميرية وثامنا كيفية تحقيق أهداف للطرفين وللأطراف المستجدة في حياة المرأة والرجل وهم الأبناء وتاسعا اتخاذ القرار والانفرادية فيه وأخيرا القوانين والتشريعات والانظمة التى تؤثر على علاقة الطرفين. وكنت أشرع في اضافة العشرين عنصرا ومؤثرا على حياة المرأة ولكن نتركها حتى ندرك ابعادا محدودة لما ذكرته هنا. في زمن ما كانت المرأة مهمشة وليس في يدها اي قرار سواء في تعليمها وزواجها. بل كانت تأتيها قرارات جاهزة معلبة كيفما قرر كبير العائلة وهذا ليس في بلادنا فقط بل في كل مكان وكل حضارات العالم. وهذا ليس له علاقة بالمستوى السوسيواكنوميك او الاقتصادي الاجتماعي للعائلة او الفرد بل لما يراه الكبير من صالح عام. بعض القرارات في تزويج الفتاة كانت سياسية وبعضها اقتصادية وبعضها فقط وجاهة وتثبيت لمركز عائلة اجتماعيا. في كل هذا كانت المرأة مهمشة. في ثقافات معينة كانت المرأة يدا عاملة تضاف لمحصلة من السيدات لخدمة المجتمع الصغير. في البيوت الكبيرة الكل يعمل للكل ولمن غالبا الرجال. الرجل يحضر المال والمرأة تقدم بجهدها كل شيء آخر حتى الأطفال. عندما تتعلم المرأة وعندما تدخل مجالات الرجل من تجارة وحرف يجب ان تختلف المقاييس. اقحام الدين او توجيه اي إصبع للشرع والفقه هو ادعاء باطل ولا يعكس الحقيقة. وهنالك خلط بين ما شرع وبين ما كان معروفا عرفا من المجتمع. الرجل الحمش ينتهى في القبر وبعده اما ان تعيش الأرملة في عزلة او في اكتئاب لا يفقهه الناس. والأصعب هو الانفصال او الطلاق في مجتمع متهم بكسر الهاء.