حتى الماضي القريب، كانت معالجة العقم تحقق فوائد محدودة، بسبب الإمكانات القليلة للتشخيص والعلاج، ولكن التطور العلمي الحديث الذي حدث في أواخر القرن العشرين فتح الباب واسعاً أمام التشخيص الدقيق لأسباب هذا المرض، ومن ثم وضع الخطط المفيدة للعلاج، وقد تنوعت أساليب وأنواع علاجات العقم في عصرنا الحاضر، كالجراحة التنظيرية والتلقيح الصناعي، وعمليات أطفال الأنابيب والتلقيح المجهري الذي يعتبر بحد ذاته ثورة في معالجة العقم. أسباب العقم عند المرأة من جانبه قال الدكتور سليمان العبيد طبيب علاج العقم والمساعدة على الإنجاب بمجموعة د.سليمان الحبيب الطبية أن من أهم الأسباب الشائعة لعدم حدوث الحمل عند المرأة مشاكل الإباضة، فعدم حدوث الإباضة، أو عدم انتظامها والتي تشكل 35 - 40 % من أسباب العقم عند المرأة، وهذا السبب قابل للعلاج في الغالبية العظمى من الحالات سواء بأدوية فموية أو أبر عضلية وفي الحالات الأخرى، فإن الجراحة التنظيرية هي الكفيلة بإعطاء العلاج الشافي. ومن أسباب العقم عند المرأة أيضاً وجود مشاكل في الأنابيب، وهذه الحالة تشكل نسبة 20 - 30 % من أسباب العقم عند المرأة، وكأن يكون أنبوبا الرحم مغلقين كلياً أو جزئياً أو فيهما توسيع واستسقاء، وحالياً يمكن للجراحة التنظيرية أن تساعد كثيراً في هذا المجال، وفي بعض الحالات لا بد من اللجوء إلى طفل الأنبوب. نقص الخصوبة عند الرجل أما الرجل فيكون مسؤولاً عن 40 % من حالات العقم، ومن أكثر أسباب نقص الخصوبة شيوعاً عند الرجل دوالي الحبل المنوي، والنقص في عدد الحيوانات المنوية، والنقص في حركة الحيوانات المنوية وانعدام هذه الحيوانات أحياناً في السائل المنوي، فإذا كان السبب وجود دوالي حبل منوي، فرن عملية جراحية للدوالي قد تحسن الإنجاب، وبالنسبة إلى نقص عدد أو حركة النطاف، فإن هناك علاجات كثيرة غالباً ما تكون غير مجدية والحلول الأكيدة المتبعة حالياً هي التلقيح الصناعي والتلقيح المجهري. ثورة حقيقية في علاج العقم الذكري وأوضح الدكتور سليمان العبيد أن السنوات الأخيرة حدثت ثورة حقيقية في مجال معالجة حالات العقم الذكري الناتجة عن ضعف عدد أو حركة الحيوانات المنوية عند الرجل وبهذا الإجراء أصبح لدينا الإمكانية العملية لمعالجة كل حالات العقم الذكري تقريباً لأنه أصبح يكفي وجود بعض حيوانات منوية عند الزوج لاستخدامها في تلقيح البويضات المأخوذة من زوجته، والحصول على أجنة لزرعها داخل الرحم. وقد ولد بهذه الطريقة حتى الآن ما يزيد على 50 ألف طفل في العالم وفق الإحصائيات الحديثة وأصبح الكثيرون من الرجال آباء بعد سنوات طويلة من المعالجات غير الناجحة. الحل الحقيقي وتابع بقوله: هذه الطريقة تعرف « التلقيح المجهري « أصبحت الحل الحقيقي لكل الرجال الذين لديهم ضعفاً شديداً في عدد وحركة الحيوانات المنوية ونسب نجاحها عالية، وبالتالي فإن حتى الرجال الذين لديهم انعدام تام للحيوانات المنوية في السائل المنوي، وصار بالإمكان أخذ عدة نطاف من داخل الخصيتين لديهم واستخدامها للتلقيح المجهري، وهناك حالات يكون لدى الرجال فيها خزعة خصيية تبين عدم وجود إنتاج للحيوانات المنوية، ولكن حتى في هذه الحالات، فإن حوالي 60-70 % من هؤلاء المرضى سوف يمكن إيجاد حيوانات منوية داخل الخصيتين عندهم لاستخدامها في التلقيح المجهري.