هل هلاله ..! «اللهم أهله علينا باليمن والإِيمان، والسلامة والإسلام» استبشرنا برؤية هلاله، فهلاله ليس كبقية الأهلة، هلال خير وسعد ورُشد، وشهره ليس كبقية الشهور فهو سيد الشهور وأفضلها على مر العصور. يحتم علينا معرفة مدى قدر وفضل هذا الشهر وما يحمله لنا من أجور وهبات فضيلة. فعندما يعلم المرء عظيم ما ينتظره من جزاء مقابل عمله، تزيد عزيمته ويتأهب شوقا في تحصيل هذا الأجر. فشهر رمضان موسم عظيم تفضل الله فيه على عباده بفضائل جمة أعظمها أنه شهر القرآن.. قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان). وشهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر الصيام والقيام، شهر العتق والغفران، شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، شهر تجاب فيه الدعوات وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات ويجزل الله لعباده العطايا. إن رمضان أعظم فرصة للمؤمن والمؤمنة ! فهو فرصة لتقوية الإرادة ولتغيير حالنا إلى أحسن حال. ولا يمكن للمرء الاستفادة من الفرص المتاحة له، إلا إذا كان مستعدا لها تمام الاستعداد، فليس الاستعداد يكمَن في الأكل والشرب ..! بل يجب أن نستعد له ونتأهب، ونسعى إلى اغتنام فرصه وفضائله الجليلة، لاستقبال شهر رمضان المبارك بكل حفاوة وشوق، بعقد النية والعزم الصادق والتفرغ للعبادات. فإن رمضان دواء لكل داء.. حيث يداوى فيه مرضى البخل بالكرم والجود، ومرضى البطنة بالجوع والعطش ومرضى الجزع بالصبر. لقد تمنى بلوغ رمضان أقوام فحالت الآجال دون آمالهم وانقضت أعمارهم، رحمهم الله. فهنيئا لك.. يا من كتب الله لك عمرا وأمد في أجلك وأدركت رمضان. فلنحمد الله عز وجل أن من علينا، و أمد في أعمارنا وأمهلنا حتى أدركنا رمضان من جديد في نعمة و أمان. فيا حَسرة من أدرك رمضان ثم لم يغتنم فرصته !!.