أكد استشاري طب وجراحة المسالك البولية وزراعة الكلى في مستشفى الثغر بجدة الدكتور رضا محمود متبولي، أن مريض الفشل الكلوي بإمكانه الصوم وفق ضوابط محددة، حيث إن مرضى الفشل الكلوي يقسمون إلى ثلاث فئات، الأولى هي مرضى القصور الكلوي المزمن، والثانية مرضى الفشل الكلوي المزمن في مراحله النهائية الذين يعالجون بجلسات الكلى الصناعية «الديلزة»، والثالثة مرضى زراعة الكلى. وأشار الى أن صوم الفئة الأولى وهم مرضى القصور الكلوي المزمن قد يفيد المريض عن طريق الإقلال من تناول البروتينات والأملاح، وهذا ينطبق على بعض الحالات المرضية فقط، بينما قد يؤدي الصوم نتيجة لنقص السوائل والأملاح إلى تدهور حالة القصور المزمن خصوصا في حالات اعتلالات الكلى الخلالية «مثل التهاب الكلى المزمنة التكيس الكلوي» التي تؤدي إلى فقد متزايد للأملاح عن طريق البول، فتحدث زيادة كبيرة في إنتاج البول بشكل لا يتناسب مع كمية السوائل والأملاح التي يتناولها المريض أثناء الصوم، فيحدث التجفف ونقص سوائل الجسم الذي يمكن أن يؤدي إلى ضرر بوظائف الكلى والجسم، لذلك ننصح مريض القصور الكلوي بمراجعة الطبيب المتابع لحالته لأخذ النصيحة الطبية حسب حالته المرضية. ولفت الى أن مرضى الفشل الكلوي المزمن في مراحله النهائية الذين يعالجون بجلسات الكلى الصناعية «الديلزة» يمكنهم الصوم دون أن يؤثر ذلك على حالته الصحية، على أن يفطر في الأيام التي يتلقى فيها جلسات الديلزة، إذا كانت هذه الجلسات تقع في النهار، حيث إن عملية الديلزة تستوجب إعطاء مغذيات ومحاليل عن طريق الوريد مما يفسد الصوم وبالطبع يستطيع قضاء ما عليه من الأيام التي أفطرها بعد شهر رمضان، مع التنويه أن تناول المريض كميات كبيرة من السوائل «الماء، الشوربة، المياه الغازية، الشاي، القهوة» أو الأطعمة الغنية بأملاح البوتاسيوم «التمر، الموز، المشمش، قمر الدين» والبروتينات «اللحوم، الدجاج، الحمام» قد يؤدي إلى زيادة شديدة في السوائل بالجسم وزيادة نسبة البوتاسيوم في الدم وزيادة نسبة البولينا. مما يكون له تأثير خطير على الجسم والقلب والرئتين. ولذلك يجب الاعتدال في تناول هذه الأطعمة عند الإفطار وفي السحور واتباع إرشادات الطبيب المعالج. وبين أن مرضى زراعة الكلى فلا يوصون بالصيام خلال السنة الأولى بعد عملية زراعة الكلى، ولكن يمكن لمريض زراعة الكلى أن يصوم بعد مرور عام من زراعة الكلى له إذا كان يتمتع بعمل الكلى المزروعة بشكل جيد، وأنه يمكنه تناول العقاقير اللازمة «مثبطات المناعة» الذي يؤخذ عادة كل 12 ساعة «بعد الإفطار وعند السحور دون تغيرات ذات أهمية على مستوى هذه العقاقير في الدم، أما بالنسبة لمرضى زراعة الكلى الذين لا يتمتعون بعمل جيد للكلى المزروعة لهم، فقد يؤدي الصيام إلى تأثيرات ضارة على الكلى المزروعة والجسم، لذلك يجب مراجعة الطبيب المعالج لهم قبل الشروع في صوم رمضان لإعطاء النصيحة بعد عمل بعض الفحوصات اللازمة. الدكتور متبولي دعا جميع مرضى الكلى إلى تناول الأدوية في مواعيدها وإجراء جلسات الغسيل في مواعيدها لتجنب أي مضاعفات قد تترتب -لا سمح الله-.